أخيراً وبعد طول انتظار،
تحقق الأمل المنشود، والذى كان يراودنا منذ سنين طويلة؛ لقد أُعلن عن قيام
"مجلس الكنائس المصرية" وذلك بتاريخ 18 / 2 / 2013. ويضم المجلس الكنائس
: الأرثوذكسية، الإنجيلية، بكل مذاهبها، الكاثوليكية، الأسقفية، الروم الأرثوذكس.
ويرأس المجلس فى دورته الأولى قداسة البابا تواضروس الثانى.. فشكراً للرب لقد تحقق
هذا الهدف الذى سبق أن دعونا اليه، وهو أن نتحد معاً، لأن فى الأتحاد قوة تخيف
الشيطان عدو المسيح وكنيسته..
وبقيام هذا المجلس يتم تحقيق
الوحدة رسمياً، علاوة على إنها كانت قائمة فعلياً وواقعياً بين المؤمنين الحقيقيين
من كل الطوائف، إذ هم يحققون ما طلبه الرب يسوع من الآب فى صلاته الشفاعية، بأن
يكون أتباعه واحداً. (يو11:17) ولذا فهم لا يعترفون بما وُضع من حواجز بين أعضاء
جسد المسيح الواحد، لأنها حواجز مصطنعة، وليست حقيقية.. والآن، وبعد أن إتفق
القادة الدينيون على قيام كيان موحد للكنائس المصرية، فإن الوحدة قد تحققت شكلاً
ومضموناً.. وهو الأمر الذى أشعر الجميع بالإرتياح..
والحقيقة التى يجب أن يدركها
الجميع، هى أن وجود طوائف مختلفة داخل المسيحية الواحدة، ليست أمراً معيباً، بل هى
وحدة متنوعة، وعملية التنوع هذه توجد تكاملاً بين الأفكار والمفاهيم والتوجهات
المختلفة، وتضفى شكلاً بديعاً على كنيسة المسيح العامة. وهذا يجعلنا ننظر إلى
الكنيسة العامة من عدة جوانب لنرى فيها هذا التكامل : ونلاحظ أبرزملا محه فيما يلى
:
هذا الجانب يتميز بما لديه
من تراث فكرى، لاهوتى أصيل، وسجل ناصع لشهداء ضحوا بحياتهم فى سبيل تمسكهم
بإيمانهم المسيحى، ورجال أمناء حافظوا على شعلة الإيمان حتى أوصلوها لأجيالنا
المعاصرة.. وجانب آخر نجده يتميز بما لديه من مستوى راقٍ فى التعليم اللاهوتى،
ونموذج لنُظم الإدارة الناجحة، وإتباع سُبل النهج العلمى فى كل مجال.. وجانب ثالث
يتميز بما لديه من عبادة روحانية، إلى جانب ممارسة الطقوس التراثية التقليدية..
وجانب رابع نجده يتميز بما يتبعه من منهج البحوث والدراسات المتعمقة فى كلمة الله،
لشرح معانيها واستخراج مكنوناتها.. وفى جانب خامس نجد الروحانية العارمة
والإختبارات القوية التى تبنى المؤمنين، وتكون شهادة قوية لمن هم خارج الكنيسة عن
مسيحنا الحى صانع المعجزات !! وهذا التيار الكاريزماتى (الروحانى) ينتشر بقوة فى
أغلب الكنائس، وليس قاصراً على أصحابه الأصليين فقط...
بهذه الجوانب المضيئة تكتمل الصورة الرائعة لكنيسة
المسيح الواحدة،المقدسة، الجامعة،الرسولية.. فاهلاً ومرحباً بهذا الإتحاد المبارك،
واثقين بانه سيكون سبب بركات وفيرة لنا، ولمصر كلها..