المجيء والظهور .. حدث واحد ..
القس / عزيز مرجان ..
إن مجيء المسيح لأخذ الكنيسة علي السحاب، هو مشغولية قلب كل مؤمن ورجائه. ويوحنا يؤكد هذا المعني بكلمة "هوذا" .. إن مجيئه علي السحاب لاختطاف الكنيسة كما ذكر الملاكان في (أع11:1). وهذا المجيء ستراه كل عين، ولن يكون سراً كما يعتقد البعض. وهذا حسب ما صوره أيضاً القديس متي في إنجيله (30:24) بلسان الرب نفسه إذ قال "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ".
ويؤكد الرب يسوع في (مت27:24) أن مجيئه علي السحاب لن يكون سراً كما يتوهم البعض، إذ في هذا العدد يقول : "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ".. ولكن هناك من يعتقدون أن للمسيح مجيئاً للاختطاف، يعقبه ظهور بعد سبع سنوات الضيقة.. وهذا كلام غير صحيح، لأن المجيء هو الظهور بعينه كما رأينا في الآيات السابقة إن مجيئه ستراه كل عين، فالمعروف أن المجيء هو رجاء الكنيسة وانتظارها كما جاء في (تيطس13:2) "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" فهنا يؤكد الرسول أن انتظار الكنيسة للمجيء ورجاءها هو في الظهور كما في المجيء أيضاً، فهو معني واحد في لفظين مختلفين..
ويتكلم الرب عن نفس الحدث كما جاء في (مت38:24-41) " لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ" ولوقا يتكلم عن نفس الموضوع : (لو27:17-30) " كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ".
ونحن نسأل : هل في هذا ما يشير إلي أن هناك حدثين مختلفين، واحد مجيء وآخر ظهور، أم كلاهما حدث واحد بنصين مختلفين؟ فمتى يقول : "مجيء ابن الإنسان" ولوقا يقول : "ظهور ابن الإنسان" فالظهور هو المجيء .. ويؤيد هذا أيضاً بولس في (2تس8:2) " وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ" ويوصي أيضاً بولس تلميذه تيموثاوس في (1تي14:6) " أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ".
ومن المعلوم أن حفظ الوصية يكون هنا علي الأرض إلي يوم مجيء ربنا يسوع المسيح. وقد عبر عنه بولس بالظهور. فالظهور هنا هو المجيء، لأنه كيف يوصي الرسول بحفظ الوصية حتى الظهور الذي سيأتي بعد 7 سنوات من المجيء، كما يقول أصحاب هذا المبدأ؟ هل سيحفظ الوصية وهو مع الرب في مجده إلي الظهور كما يعتقدون؟! كلا، فالمجيء هو الظهور، وهو الرجاء المبارك، وهو انتظار المؤمنين. " مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تيطس13:2).