(أبيجايل)
جيهان فليمون ..
صحفية بجريدة النهر الجديد..
يعلن الكتاب المقدس، من ضمن ما يعلن، عن النساء اللواتي كان لهن مواقف منتصرة ومشرفة .. وهذه المواقف يتردد صداها عبر الأجيال والأزمان ..
والشخصية التي نعرض لها في هذا العدد من الشخصيات التي شهد لها الكتاب المقدس بأنها امرأة جيدة الفهم، وجميلة الصورة، بل ولها صفات عديدة تتحلى بها مما يجعلها منتصرة .. فهيا لنبحر مع أبيجايل لنعرف ما فعلته كامرأة من شأنها أن تقوم بدورها، كمعينة لزوجها، لتتفادى الشر الذي أعد عليه، وعلى بيتها.. فكيف سلكت بالمحبة التي جعلتها مبادرة، متواضعة، لينة الجواب، ولديها طول أناة :
1) شخصية مبادرة :
عندما أخبر الغلام أبيجايل بما فعله نابال مع رُسل داود، وكيف انه ثار عليهم، على الرغم من الإحسان الذى صنعه داود ورجاله معهم، وكيف كانوا لهم سوراً نهاراً وليلاً، فلم يصابوا بأى أذى .. قال الغلام : "الآن اعلمى وانظرى ماذا تعملين، لأن الشر قد أعد على سيدنا وعلى بيته" (1صم17:25).
لم تتوان هذه المرأة عن أن تتخذ خطوات ايجابية، لتصلح ما فعله زوجها حتى لا يتعرض زوجها وبيتها للخطر.. "فبادرت أبيجايل وأخذت مئتى رغيف خبز وزقى خمر، وخمسة خرفان مهيأة، وخمس كيلات من الفريك، ومئتى عنقود من الزبيب، ومئتى قرص من التين ووضعتها على الحمير" (1صم18:25).
2) متواضعة :
ففي طريقها عندما رأت داود سقطت على وجهها أمامه. وعلى الرغم من أنها لم تقدم هى تلك الإساءة، إلا أنها وضعت ذلك الذنب الذي فعله زوجها عليها.. "ولما رأت أبيجايل داود أسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت أمام داود على وجهها، وسجدت إلى الأرض، وسقطت على رجليها وقالت علّى أنا ياسيدى هذا الذنب" (1صم23:25).
3) لينة الجواب :
عرفت هذه المرأة كيف تصرف غضب داود بكلامها اللين. فالجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط..
4) جيدة الفهم :
كانت تعرف أن داود لا يجب أن ينتقم لنفسه. فلم ينتقم لنفسه من شاول، بالرغم من أن شاول كان يطارده ويطلب نفسه. ولذا خاطبته بهذا الكلام "فقال داود لابيجايل مبارك الرب إله إسرائيل الذي أرسلك اليوم لاستقبالي، ومبارك عقلك، ومباركة أنت لأنك منعتني اليوم من إتيان الدماء، وانتقام يدي لنفسي" (1صم32:25).
5) تعرف كيف تعالج الأمور بدون ضجر أو تذمر :
وعلى الرغم من أن زوجها رديء الأعمال وقاسى القلب، إلا أنها كانت جيدة الفهم مما جعلها تنال نعمة في عيني داود، وتراجع عن الشر الذي كان سوف يوقعه على زوجها وبيتها. وقد فعلت كل ذلك، ولم يذكر الكتاب أن أبيجايل تذمرت أو ضجرت، بل عالجت الأمور بحكمة.. ولا يمكن لشخص أن يكتسب هذه الصفات إلا بوجود الرب في حياته..
6) لديها طول أناة :
فعندما رجعت إذا بزوجها سكران، ولم يدر بشيء. فلم تخبره بشيء وانتظرت حتى جاء الصباح، وخرجت الخمر منه، وأخبرته بكل ما حدث.. استطاعت بمبادرتها وتواضعها وفهمها وطول أناتها، إخماد النار المتقدة بقلب داود، من جراء ما رد به نابال زوجها على رسل داود..
عزيزتي :
ترى ماذا كنت تفعلين، لو كنت مكان تلك المرأة، وهى تعرف حقاً أن زوجها قاسى القلب، ورديء الأعمال؟.
علينا أن لا ننسى أن "حكمة المرأة تبنى بيتها، والحماقة تهدمه بيدها"!.