حكاية الاختطاف السري ..!
القس / عطية كامل ..
لقد وعد السيد أن يضع الحق فوق الأرض (إش4:42) بل وسيخرجه إلي النصرة (مت20:12) وهو ماض في تحقيق وعده.. وأما نحن فقد تفوقنا في خداع أنفسنا. وتسمية الأمور علي غير حقيقتها.. ولكن في المجال الديني، كما في كل أمر، لن يثبت سوي الحق، والحق هو ما تقوله الكلمة المقدسة...
ومن أغرب الأمور أن نتحدث عن الاختطاف السري للمؤمنين، ونعتبر هذا تفسيراً للكلمة المقدسة، وفي هذا تضليل للناس وإبعاد لهم عن الحقيقة، والتي تقول : إن عودة المسيح لاختطاف كنيسته ستكون علنية وظاهرة ومجيدة، وفى مشهد يفوق الوصف، وفوق تصورات الخيال!! وأما أثبات ذلك فلا يحتاج إلى كثير من الجهد، بل فقط زيارة قصيرة (لرسالة تسالونيكى الأولى ص13:4-18). حيث سنجد هناك أشهر النصوص التي تتحدث عن الاختطاف.. وفى زيارتنا هذه سنجد أن المشهد علني جداً، بل هو واضح العلانية، ومغال في الظهور! بل أن السرية هنا لا وجود لها على الإطلاق! وهذا ببساطة لأن الوحي المجيد، وهو يصف لحظة الاختطاف، يقول الأتي :
1- "إن الرب نفسه سوف ينزل من السماء".
2- بهتاف!
3- وبصوت رئيس ملائكة!
4- وبوق الله..!
5- والأموات في المسيح سيقومون أولاً!
6- ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم..
7- في السحب!
8- لملاقاة الرب في الهواء!
فهل توجد أدني سرية هنا؟ وكيف تكون السرية في مشهد قد اجتمعت له وفيه كل أدوات العلانية هذه؟! إني أتعجب لأن القول بسرية الاختطاف هو قول غريب، ومنطق عجيب! فكيف نتحدى الإعلانات الكتابية الواضحة، ونقول بغير ما قاله الله؟ وأين المفر؟ فالحساب عسير!! وأما إذا عدنا إلي باقي النصوص، والتي تتحدث عن عودة المسيح، واختطاف القديسين، فسنجدها كلها واضحة في إعلان علانية هذه اللحظة، وقوة وضوحها للجميع! فكاتب العبرانيين مثلاً يذكر أن "الرب سيظهر ثانية بلا خطية، للخلاص للذين ينتظرونه" (عب28:9) والرسول بولس يذكر أن مؤمني كورنثوس لم تكن تعوزهم موهبة ما، فيما يتوقعون ظهور ربنا يسوع المسيح (1كو7:1) هذا ويطلب الرسول أيضاً من تلميذه تيموثاوس، ويوصيه أمام الله، أن يحفظ الوصية، وأن يعيش بلا عيب أو ملامة إلى يوم ظهور ربنا يسوع المسيح (1تى13:6-14) بل ويعلنها الرائي مدوية : "هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين.." (رؤ7:1) وهذا غيض من فيض ، لأن شواهد عودة المسيح علناً لاختطاف قديسيه كثيرة..
فكيف نتبع تفسيراً ملفقاً ونرفض أقوال الله؟ هذه الأقوال الواضحة، والتي تتحدى القول بسرية الاختطاف، وتنادى فقط بالعلانية، إن عقيدة الاختطاف السري هي فكرة مغلوطة، لا يقرها الكتاب أبداً، كما أنها أيضاً غير منطقية ولا يقبلها الذهن السليم.. لأنه لماذا يكون مشهد الاختطاف سرياً؟! وما هي قيمة هذه السرية، ولمصلحة من تجردون هذه اللحظة المجيدة من بريقها ومجدها؟! ومن هو صاحب الأمر في هذه السرية الكئيبة؟ وكيف تكون السرية والرب نفسه سوف ينزل من السماء إلى الهواء، وبصحبته كل أدوات الصخب المقدس من بوق وهتاف وصوت رئيس ملائكة، وقيامة وتغيير ومجد؟!!
إن القول بسرية الاختطاف هو مخالفة لله، وسيحاسب عنها مروجوها. لأنها مضادة لكلمة الله عموماً، وللنص الخاص بالاختطاف في (1تس13:4-18) خصوصاً.. نعم هي فكرة خاطئة قالها الراهب "لوكنزا" ونقلها عنه "داربى" بلا تمحيص، أو مراجعة.. هذا الراهب لوكنزا الذي امتدحته السيدة "الين هوايت" في كتابها (الصراع العظيم) وعلى الصفحة (401) .. نعم كان الراهب ممدوحاً من "هوايت" وقد نقل عنه "جون نيلسون داربى".. ويا للعجب!!
عزيزي القارئ .. إن مشهد الاختطاف العظيم سيكون مشهداً علنياً بهيجاً! .. فهل تُزف العروس إلى عريسها في صمت وسرية وكآبة؟!.. ولمصلحة من أيها السادة تطفئون الأنوار؟!
قس . عطية كامل ..