خلاف بين أصابع اليد ..!
إعداد/ رشا جورج .....
يحكى أن خلافاً حدث بين أصابع اليد الخمسة. كل واحد يريد أن يكون الأعظم..
وقف الإبهام ليعلن قائلا : إن الأمر لا يحتاج إلي بحث .فاني أكاد أكون منفصلا عنكم، وكأنكم جميعكم تمثلون كفة، وأنا بمفردي أمثل كفة أخرى.. إنكم عبيد، لا تقدرون أن تقتربوا إليّ.. أنا سيدكم، إني أضخم الأصابع وأعظمها!
وفى سخرية انبرى السبابة يقول : لو أن الرئاسة بالحجم لتسلط الفيل على بني آدم! وحُسب أعظم من الإنسان.. إني أنا السبابة الأصبع الذي يأمر وينهى. عندما يشير الرأس إلي شيء، أو يعلن أمراً، يستخدمني. فانا أولى بالرئاسة..
ضحك الأصبع الأوسط وهو يقول : كيف تتشاحنان على الرئاسة في حضرتي وأنا أطول الكل؟ انه لا حاجة لي أن أطلب منكم الخضوع لزعامتي، فان هذا لا يحتاج إلي جدال!
تحمس الأصبع البنصر قائلا : أين مكاني يا أخوة؟ انظروا فان بريق الخاتم يلمع فيّ. هل يوضع خاتم الإكليل في أصبع آخر غيري؟ إني ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع..
أخيرا إذ بدأ الأصبع الخنصر يتكلم، صمت الكل في دهشة! ماذا يريد أن يقول هذا الأصبع الصغير؟ لقد قال : اسمعوني يا أخوتي.. إني لست ضخماً مثل الإبهام. بل أرفعكم.. لست أعطى أمراً أو نهياً مثل السبابة، ولست طويلاً مثل الأوسط، بل أقصركم. ولم أنل شرف خاتم الزواج. مثل البنصر.. أنا أصغركم جميعاً. متى اجتمعتم في خدمة نافعة تستندون علىّ فأحملكم جميعاً.. أنا خادمكم..
انحنى الكل له، وهم يقولون : صدقت كلمة الله، فقد قالت : "إن الأصغر فيكم يكون عظيماً".
يا رب :
هب لي أن أكون اصغر الكل وخادمهم.. لا أعتد بضخامة جسمي، أو شكلي، ولا بارتفاع قامتي بين أخوتي، ولا بما أحمله من ذهب، بل انحنى لأحمل إخوتي.. هب لي يا رب أن أكون خادماً للجميع..