ابني الغالي ..
د/ مارسيل اسحق..
أتحدث إليك بهذه الكلمات النابعة من قلبي لتتحدث إلى قلبك. أرجو منك أن تضعها قلادة حول عنقك لتتذكرني وتتذكر قلبي الذي يحبك. فلا تقرأها بصورة عابرة، بل أحفظها بقلبك وفكرك، فأن حفظت كلماتي، حفظتك في طريقك من الشر، وإن أهملتها فتحمل أنت عاقبتها..
أريدك يا ابني أن تكون غالباً دائماً في كل أمر، فلا ترخص نفسك الغالية، وتتدنى عن مستواك الروحي والعقلي والنفسي..أنت خُلقت عالياً، لتظل دائماً في الارتفاع. وليس في الانحطاط.. أريدك يا أبني ثابتاً، فلا ترهب الرياح والأمواج العالية حتى وإن لطمتك الأمواج! فلا تتزعزع، فأنى في وقتي المعين ستجدني معطياً الأمر لكي تهدأ الرياح والأمواج. وأجعل كل الأمور لخيرك وسلامك..
أريدك يا ابني محباً للجميع.. تحب الناس من كل قلبك، وكنفسك، ولا تبالي بلونهم أو دينهم أو جنسيتهم! قدم حبك للجميع، حتى أعدائك أيضاً.. تعلم منى الحب والغفران، فيعلم الناس إنك بالحقيقة أبنى..
أريدك يا ابني رحيماً، فترى أتعاب ومعاناة من حولك، وتمد يد العون لكل محتاج.. أشتاق أن أرى فيك أحشاء رأفات على الجميع. فأن رحمتهم ستنال منى رحمة وعوناً بطول الطريق..
أريدك يا ابنى غنياً، ليس بالمال، بل بغنى النفس، فلا تجر وراء العالم، لأنه تكثر أوجاعهم الذين يسرعون وراء اَخر. كن مكتفياً بما عندك، ولا تنظر لما في يد غيرك، بل انتظر يدي التي ستمتد لك بالخير، وسداد كل أعوازك..
أريدك يا ابنى كريماً، فلا تعط منتظراً للمقابل، بل أعط بسخاء وسرور للمحتاجين، وانتظرني أنا، لأني سأرده لك أضعافاً
أريدك يا ابني بسيطاً، فلا تكن متكلفاً في كلامك أو سلوكك. لان البساطة هي سمة المتواضعين، فأني سأرفعك إذا اتضعت.. وكن أيضاً حكيماً.. البساطة ترفعك، والحكمة تصونك.
أريدك يا ابني صادقاً، فلا تخف الحقيقة مهما كلفك الأمر.فالصدق سمة محبوبة جداً..كن صادقاً في كلامك وأفعالك، مبتعداً عن المكر، والكذب، فهما سمة الشيطان..
أريدك يا ابني طائعاً، لكل أقوالي، لأنك أنت ابني الغالي.. ضعها في قلبك، وأمام عينيك لتحفظك وتصونك في الطريق.. وأخيراً أريدك أن تتذكر أقوالي، وتفكر فيّ كما أفكر فيك، وتحبني كما أحبك، وتشتاق إلي كما أشتاق إليك، وتجلس معي فأعلمك وأنصحك وأرشدك، وأعطيك القوة، فتحيا بكل كلمة كلمتك بها، ولا تبعد عنى لأني أحبك.. على الدوام..
إمضاء : أبوك السماوي..