في أيام صوت الملاك السابع ...
(رؤ7:10)
القس / عطية كامل ..
في سفر الرؤيا (1:10-7) يرى الحبيب يوحنا ملاكاً قوياً نازلاً من السماء، متسربلاً بسحابة، وعلى رأسه قوس قُزح، ووجهه كالشمس وله من المجد، الكثير والكثير، وتفاصيل الأحداث المرافقة لنزوله شيقة وعجيبة! ولكن ما يهمنا نحن في قصته الآن، هو انه رفع يده إلى السماء، وأقسم بالله الحي إلى أبد الآبدين، انه في أيام صوت الملاك السابع، يتم أيضاً سر الله كما بشر عبيده الأنبياء!
والمذهل في هذه القصة، هو أن يرفع ملاك قوى يده إلى السماء، ويحلف بالله، مشدداً على الإرتباط الشديد بين البوق السابع واتمام سر الله، كما أعلنه لعبيده الأنبياء. والذي جمعه ملاك الله، لا يفرقه إنسان ما!!
وهنا يجدر بنا أن نبحث في كلمة الله، عن سر أعلنه الله، وربطه ببوق ما،لكي ما نعرف أكثر عن هذا السر العجيب، والمرتبط ببوق أمره مذهل وغريب! وسنصل في بحثنا، بنعمة الله، إلى (كورنثوس الأولى52،51:15) لنجد ويا للعجب لما نجد- نعم نجد سراً يعلنه الله، ويربطه ببوق يدعوه "الأخير" ستحدث عنده أحداث الاختطاف والتغيير..
نعم أن البوق الأخير، الذى هو بوق الاختطاف والتغيير كان سراً أعلنه الله على فم رسوله الملهم بولس، عندما قال: "هوذا سر أقوله لكم، لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير! وهكذا ربط المولى القدير، سر الاختطاف والتغيير بالبوق السابع الذى هو الأخير، فيا له من اعلان جد، بل وخطير! وفي الحقيقة كان يجب أن نتوقف هنا، لأن السر الذي أقسم الملاك القوى في (رؤ1:10-7) ان أتمامه مرتبط بتبويق الملاك السابع في بوقه السابع، قد رأيناه أيضاً مرتبطاً بما قاله بولس الرسول في بوق الإختطاف والتغيير، الذي هو البوق الأخير...
ولكن لإشباع نهم الباحثين، وسداً لأفواه المشككين، دعونا نلقى نظرة على أحداث البوق السابع، وكما وردت في كتاب الحق الأمين، في (رؤيا15:11-19) حيث نجد أن موعد إعطاء الأجرة لعبيد الرب، من الأنبياء والقديسين، بل وكل خائفى اسمه من صغار وكبار المؤمنين، هو عند تبويق الملاك الأمين في البوق السابع والأخير، بوق الأختطاف والتغيير! وهكذا ندرك فوراً أن البوق السابع في (رؤيا15:11-19) الذي هو بوق الله في (اتس16:4) هو هو البوق الأخير في (1كو52،51:15) وذلك لأن توزيع الأجرة على كل المستحقين من كبار وصغار المؤمنين، سيكون موعده عندما يبوق الملاك السابع في بوقه الأخير، ودون أي تأخير..
وأما ما آثار دهشتي واستغرابي الشديدين، فهو ما كتبه الكاتب ناشد حنا في كتابه "رسالة كورنثوس الأولي، مفصلة آية آية" وعلى صفحة 293 من طبعة 2001 وبخصوص البوق الأخير، إذ يقول: "البوق الأخير، لا علاقة له بأبواق سفر الرؤيا الخاصة بالقضاء، لكن هذا تشبيه مأخوذ مما كان يستعمل في الجيش الروماني: البوق الأول للتنبيه، والبوق الثاني للإصطفاف، والبوق الثالث للرحيل".
ورداً على هذا اقول :
1- لم يذكر الأخ الفاضل، شاهداً كتابياً واحداً يؤكد به صحة تفسيراته..
2- إن بوقنا هو الأخير حقاً، ولكنه الأخير في سلسلة من الأبواق السماوية، ولا شأن له لا بالجيش الروماني، ولا حتى بالجيش الملكي البريطاني!
3- لو صحت استنتاجات الأخ الفاضل بخصوص البوق الأخير، والذي وجد له شرحاً لدى أبواق الجيش الروماني، لكانت الكارثة الشديدة، والمصيبة الأكبر، إذ تسقط قاعدة "إن الكتاب يفسر الكتاب" وسنبحث عن تفسير الآيات لدى كافة الجيوش والجهات!!
4- لماذا لا نبحث في كتاب الله، ولأجل خاطر عيون "بوق الله" عن معنى البوق الأخير، دون إخراج هذا المسكين من الملة والدين، وإدخاله في دين الوثن والوثنيين كمجرد بوق لدى جيش الروم الغادريين؟!
5- لماذا لا يكون البوق السابع هو البوق الأخير، كما أراد المولى القدير، ولا سيما أن عنده ستوزع كل أجرة أو أكليل؟!
6- لمصلحة من فصل هذا البوق المسكين، عن باقي اخوته من الأبواق السماويين، وجعله شبيهاً بأبواق الرومانيين؟!
7- لقد أقسم الملاك القوى برب العزة البهي، أن سر الله السرمدي، سيتم فقط في أيام صوت الملاك السابع والأخير!! فهل من طائع لهذا النذير؟
وأخيراً أقول: عباد الله.. خلق الله.. خافوا الله!!
ق . عطية كامل ..
6607691/012