سلسلة "أنا آتى وأشفيه" (الحلقة الأولى)
د. القس / أشرف ثابت..
الاحباء قراء مجلتنا (المنبر الخمسيني) اسعد جدا بالتواصل معكم من خلال هذا المنبر الذي يعلن الحق دائما، وسعدت جدا بالتعليقات التي جاءت علي الموضوع السابق (الحديث الذاتي الايجابي) وبداية من هذا العدد سنتحدث عن المراهقة، وكيف نتعامل مع المراهقين في بيوتنا واجتماعاتنا وذلك بناء علي رغبتكم :
تعريف المراهقة : ترجع كلمة "المراهقة" الي الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشئ فراهق الغلام، فهو مراهق، اي قارب الحلم. ورهقت الشئ رهقـــا، اي قربت منه. والمعني هنا يشير الي الاقتراب من النضج والرشد ... ان اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني : الاقتراب من النضج الجسمي والعقلـي والنفسي والاجتماعي .. تقسيم مراحل المراهقة : * المراهقة المبكرة : تمتد فترة المراهقة بين 11 و 14 سنة تقريبا. ورغم اعتقادك ان طفلك لايزال صغيرا، فانه يمر بتغييرات كبيرة ومهمة جداً ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يعامل كراشد، وبين رغبته في أن يهتم به الأهل. مما يجعل الأمر صعبا، ومربكا للوالدين.. ويمكننا اطلاق اسم مرحلة "حب الشباب" علي هذه الفترة من المراهقة، ففي هذه الفترة يشعر المراهق بضعف الثقة فيما يتعلق بمظهره الخارجي، والتغيرات التي تطرأ عليه ويعتقد بأن الجميع ينظر إليه. ويصعب علي الأهل اقناعه بغير ذلك. وتنعكس حاجة المراهق لمزيد من الحرية في العديد من الامور، فيبدأ برفض جميع افكار ومعتقدات الاهل, ويشعر بالاحراج ان وجد في مكان واحد مع أهله, وقد يبدو أكثر عصبية وتوترا, عندما يبدأ المراهق باكتشاف نفسه جنسيا, وتزداد حاجته للخصوصية والانفراد بنفسه. وقد تبدو هذه المرحلة في غاية العشوائية بالنسبة للاهل, ولكن عليهم التحلي بالصبر والاصغاء الي احتياجات اولادهم, ودعمهم لتطوير وتنمية شخصيتهم المستقلة. * المراهقة الوسطي : تمتد مرحلة المراهقة الوسطي بين عمر 15 و17سنة تقريبا. واهم سمات هذه المرحلة شعور المراهق بالاستقلال وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجتهم الماسة لاثبات انفسهم، يصبح المراهقون اكثر تصادما ونزاعا ضمن العائلة فيرفضون الانصياع لأفكار وقيم وقوانين الأهل ويصرون علي فعل مايحلو لهم. ويجرب الكثير من المراهقين السهر خاج المنزل لساعات متأخرة, ومصادقة الاشخاص المشبوهين كنوع من التحدي للاهل ولفرض رأيهم الخاص .. ويصبح المراهق اكثر مجازفة ومخاطر, ويعتمد علي الاصدقاء للحصول علي النصيحة والدعم. وعلي الاهل في هذه المرحلة اظهار تفهم شديد لأولادهم, لكي لا يخسروا ثقتهم, وفي نفس الوقت يضعون قوانين واضحة لتصرفاتهم وتعاملاتهم مع الاخرين ومع العائلة.. وبما ان معظم التغييرات الجسدية قد حدثت في المراهقة المبكرة, يصبح المراهق اقل اهتماما بمظهره الخارجي, واكثر اهتماما بجاذبيته للجنس الاخر ... ويستمر النمو الفكري للمراهق في هذه المرحلة, ويصبح اكثر قوة علي التفكير بشكل موضوعي, والتخطيط للمستقبل, كما بامكان المراهق ان يضع نفسه مكان الأخر فيصبح لديه القدرة علي ان يتعاطف مع الأخرين في هذه المرحلة. * المراهقة المتاخرة : تمتد هذه المرحلة تقريبا بين اعمار 18 و21 سنة, وفي مجتمعا قد تمتد هذه المرحلة فترة اطول, ونظرا لاعتماد الاولاد علي الاهل في الشئون المادية والدراسية الي ما بعد التخرج, ومرحلة العمل ايضا. ويستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة ان يعملوا بطريقة مستقلة رغم انهماكهم بقضايا تتعلق برسم معالم هويتهم وشخصيتهم, ولأنهم يشعرون بثقة أكبر تجاه قراراتهم وشخصيتهم, يعود الكثير منهم لطلب النصحية والارشاد من الاهل. ويأتي هذا التغيير في التصرف مفاجاة سارة للاهل, إذ يعتقد الكثير منهم ان النزاع والصراع أمر محتم، قد لا ينتهي أبداً ويتنفس الاهل الصعداء. فبالرغم من ان الاولاد اكتسبوا شخصيات مستقلة خلال مراهقتهم تبقي قيم وتربية الاهل واضحة وظاهر في هذه الشخصيات الجديدة إن أحسن الاهل التصرف والتفهم لهذه المرحلة الحرجة في : مشاكل المراهق الشخصية : نظرا لأن المراهق يميل في هذه الفترة الي الانغماس في الانشطة المتعددة ليستميل حب الاخرين واحترامهم, وللفت نظر الجنس الاخر له بالمثل, تنشأ الصراعات داخله, وتظهر ما نسميها بالمشكلات الشخصية, وتكون معظمها متمركزة علي : - التحدث بلباقة. - اظهار الثقة بالنفس. - سرعة الاستثارة. - اخذ الامور البسيطة بجدية. - احلام اليقظة. - ممارسة عادات غير مرغوب فيها. - الاحساس بجرح المشاعر. - البحث عن اقامة صداقات جديدة. - محاولة التعامل وكسب الاشخاص الذين لا يتكيف معهم. - الشعور باهميتة في الجماعة التي ينتمي اليها. - الرغبة في نيل اقصي درجات الحب ممن يحيطون به. - الصراع حول تحقيق المثل العليا. - الاحساس بالخجل من المواقف الاجتماعية. - عدم التحكم في الانفعالات. - العصبية في تناول الامور. - الاحساس بالذنب والندم تجاه ما يسلكه من تصرفات. - الشعور بالحزن والاحباط. نفسية المراهق : ان الشخص في مرحلة المراهقة يمر بطفرة فسيولوجية في نموه تفوق كثيرا سرعة تطوره النفسي والعقلي والتي تكون بدرجات اقل من حيث النضج. لذا يحاول المراهق ان يثبت هويته الخاصة في جميع الميادين, وبأي اسلوب، سواء أكان صحيحا يتقبله المجتمع او خاطئا ومنافيا لسلوكيات المجتمع ... وتولد الفجوة التي تنشأ من الصراع بين الطفرة الفسيولوجية والقدرات الجسمانية, وبين القدرات العقلية المحدودة الي تكوين الشخصية, وما يحدث لها من استمرار او اضطراب سلوكي. ولمعرفة اسباب عدم الاستقرار النفسي لمراهق او مراهقة, لابد من معرفة بناء الشخصية من الناحية النفسية بوجة عام, والتي يتفق فيها جميع الاشخاص, علي الرغم من الاختلاف في طرق الحلول التي يصل اليها كل مراهق او مراهقة لإحداث التكيف.. ولنا تكملة في العدد القادم .. فإلي اللقاء .. .. وأنا في انتظار تعليقاتكم .. القس أشرف ثابت. ت : 8158187/012 للمشورة : ashrf135@yah
