د/ مارسيل اسحق..
لو لم تكن موجودا يا الله ، كيف كنت سادرك معني الوجود، وسر الحياة؟! كانت ستظل ارضي خربة، خالية، ومظلمة، بلا قيمة ولانفع!.. كنت ساظل ترابا وسط ظلامي وقبوري. بلا روح، بلا انفاس، بلا حياة! كنت سأظل متروكا مهجورا، منداسا تحت الاقدام. تلطمني الريح حيثما تشاء ..... انا التراب وسط الظلام والخراب!
لكن ما أعظمك يا الله، لم تتركني اناالتراب، بل كنت مشغولا بتكويني، فكنت في فكرك من قبل وجودي، ورسمت لي أعظم وأجمل صورة، لكي اكون علي صورتك وشبهك في البر وقداسة الحق .. فهل لي انا التراب أن أشبه الاله البار الكامل القدوس؟! ما اروعك، فانت تصنع من عدم أمورا فائقة التصور والخيال! جئت بروحك لترفرف علي الارض الخربه الموحشة ... جبلتني من التراب، ومنحتني بروحك الحياة .. عجبا يا الله! خلقت الكون بكلمة من فمك، وانا التراب نفخت في بنسمة حياة!
الي هذا الحد احببتني؟ الي هذا ميزتني عن خليقتك كلها؟ الي هذا الحد رفعتني من الارض ومن اصلي الترابي، فأحببيتني بنسمة روحك؟!
فصرت احيا انسانا يتنفس بانفاسك، ويعيش بروحك منحتني الحياة بنمستك .. كم اشكرك يا جابلي وخالقي القدير بامن بعثت الروح في مماتي وفسادي، يامن بدلت حالتي، وغيرت طبعيتي، واعطيتني كرامة. فمن انا حتي بحبك تذكرني، ومن انا حتي تفتقدني بعطفك؟ بل وجعلتني متسلطا علي اعمال يديك، ما اعظمك وما اروعك وماعظم جدا افكارك من نحوي!!
سيدي وخالقي العظيم .. لقد وهبتني الروح، ودبت في الحياة بنسمة حياة منك، تلك النسمة التي هي انفاسك يا الله،وبها اتحرك واوجد، تلك النسمة التي هي انفاسك يا الله. فجعلتني اشعر بك وانت في داخلي، وانا جزء منك، لاني من نسمة الحياه التي نفخت بها فيّ. لذا فروحي ونفسي وجسدي لك وملكك .. روحي تشتاق لك، تلهج بحمدك، وقبلي يفيض بحبك يامن جبلتني لنفسك، لاحدث بجميع عجائبك .. يا أصل وجودي ومصدر نسمة الحياة التي بداخلي!