يسوع يستجيب الصراخ..
كانت الأحوال فى قريتنا، فى الماضى البعيد، تساعد على حدوث السرقات. فقد كانت المنازل مبنية بالأحجار والطوب النى، وكانت تستعمل فى بنائها ِمون عبارة عن طين مخلوط بالتبن. فكانت الحوائط ضعيفة، ومن السهل أن ينقبها اللصوص. أيضاً لم تكن توجد كهرباء للإنارة. وإلى جانب ما ذكر فأن مستوى المعيشة عند الناس كان منخفضاً جداً. والنتيجة هى أنتشار السرقة فى ظلام الليل.. وفى إحدى الليالى قام لصوص بنقب حائط خلفى لأحد المنازل، وسرقوا "جاموسة" وما أن مضوا بها، حتى أستيقظت صاحبة المنزل وأكتشفت سرقة الجاموسة. وعلى الفور أخذت تجرى وهى تصرخ منادية :"حلقّ يا يسوع... حلقّ يا يسوع!!" ولم يكن اللصوص قد أبتعدوا، وسمعوا المرأة وهى تنادى على يسوع، لكى يتصدى لهم..! فتخيلوا أن يسوع هذا شخص ينتظرهم فى الظلام. ومن يدرى؟ فربما يحمل سلاحاً نارياً، وقد يطلق النار عليهم!! فأسرعوا بالهرب. تاركين الجاموسة..
وكانت المرأة فى صراخها قد أيقظت بعض الناس، فاسرعوا نحوها وساروا معها إلى خارج القرية. وكانت المفاجأة، أنهم وجدوا الجاموسة ترعى فى حقل قريب من منازل القرية، فأخذوها وعادوا بها..
وفى الإنجيل، ياأصدقائى، نقرأ عن شخص صرخ طالباً من يسوع الرحمة، فرحمه. ذلك هو بارتيماوس الذى كان أعمى، ويجلس على الطريق يستعطى. ولما سمع أن موكب يسوع يمر بالقرب منه صرخ قائلاً : "يا يسوع ابن داود أرحمنى!" وقد حاول البعض إسكاته، ولكنه صرخ أكثر كثيراً، طالباً من يسوع أن يرحمه، بمنحه إياه البصر. فدعاه المسيح إليه، وأمر له بالبصر..! (إقرأ مرقس46:10-52).
حقاً أن الرب يسوع يسمع ويستجيب لصراخ المتضايقين، الذين يدعونه بالحق..