كيف تواجه الإحباط؟ (2)
فى العدد الماضى عرفنا بعض الخطوات التى تقود إلى مواجهة الاحباط، مثل تحديد المشكلة، وبذل أقصى الجهد أمام أى عائق ونسيان الذكريات المؤلمة، والتسامى بالرغبات.. وفى هذا العدد نقدم تكملة المقال، ويتضمن باقى الخطوات الكفيلة بالتغلب على أى احباط يواجهنا..
عوض عيوبك :
التعويض هو الاهتمام الزائد بسلوك معين كوسيلة لتخفيف حدة التوتر النفسى الذى ينشأ عن فشل، أو عن وجود نقص أو عيب فى بعض النواحى الشخصية، والشعور بالنقص أو الفشل يقلق الإنسان ويؤلمه.. الشعور بالنقص يحرم الانسان من تحقيق أهدافه. وهنا ننادى "بالتعويض" لأنه يساعد على توافق الإنسان مع نفسه، ويخفض حدة التوتر النفسى. أعرف سيدة ليست جميلة الوجه، لكن ما أن تقترب منها، إلا وتشعر بجمال الأنوثة فيها، وقوة الفكر، وحلاوة الروح، وخفة الظل! وكم من شخصيات عظيمة كانت تعانى من مشاكل عديدة، ولكنها استطاعت أن تقبل عيوبها ومشاكلها، وتعويض هذه كلها فى مجالات أخرى بشكل رائع! لقد قال الرسول بولس : "استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" وعندما قال هذه العبارة لم يكن يجلس على عرش وفى يده صولجان الحكم، بل قالها وهو فى السجن والسلاسل فى يديه!!
سلم احباطاتك للقدير :
وهذا أهم مبدأ، ونقطة البداية بل والانطلاق. فكلما يواجهك موقف محبط، لتتقدم بثقة إلى عرش النعمة وتسلم احباطاتك للقدير. وهو لا يخذل منتظريه.. لقد وضع إشعياء كل آماله وتطلعاته فى البشر فتحطمت، ولكنه عندما دخل قدس الأقداس، أراه الرب كرسياً أعلى من كرسى عزيا الملك، وعرشاً أعظم من عرشه! وهذا العرش يجلس عليه السيد "أدوناى" المتسلط على كل شئ، الذى يدير دفة الأحداث.. وربما تساءل إشعياء : "لماذا يارب تسمح بموت عزيا"؟ نحن أيضاً كثيراً ما نتساءل أمام احباطات الحياة ونقول : لماذا يارب تسمح بهذا المرض؟! لماذا تسمح بهذه المشكلة؟ كم من أمور محيرة تمر بنا، تزعجنا وتحبطنا، فلندخل بها إلى عرش النعمة، وهناك سنجد الرب يجيب عن كل تساؤلاتنا، ويرشدنا إلى كيفية التصرف السليم، ويخرجنا من إحباطاتنا..
كيف تشجع نفسك وترفع معنوياتك؟
هل تبالغ وتهول فى أخطائك بدرجة زائدة؟ هل تضغط كثيراً على نفسك، وأيضاً على الآخرين، لأنك تحيل حياتك وحياة من حولك إلى التعاسة نتيجة شعورك الدائم بالإحباط وبتأنيب الضمير، وذلك لأنك لا تصل دائماً إلى الكمال..
والآن يجب عليك أن تغير من أسلوبك هذا فى الحياة، إذا كان هذا هو منهجك الدائم حتى تشعر بالراحة والاستمتاع بحياتك، وأيضاً لكى تُسعد وتشجع الناس من حولك..
عش حياة معتدلة :
أى لا تقحم نفسك فى أعمال تعرف مسبقاً انك لن تستطيع القيام بها، ولا تجامل أحداً أو تعرض عليه أداء عمل بالنيابة عنه، ثم لا تجد انه ليس لديك وقت لهذا، أو انك تضحى براحتك وراحة أسرتك وهدوء نفسك، فى سبيل اتمام وعدك.. فلا تهمل نفسك أو تقسو عليها..
انظر لنفسك نظرة ايجابية :
فمثلاً إذا شعرت بتأنيب الضمير وبدأت فى الحكم بقسوة على نفسك، بدل طريقة تفكيرك، وشجع نفسك بكلمات ايجابية، وتذكر كل المواقف الطيبة التى مررت بها، والمشكلات التى استطعت اجتيازها، والأعمال التى أتممتها بنجاح. وأكد لنفسك انك هادئ وغير متوتر الأعصاب، فنظرتك الإيجابية نحو نفسك تقضى فعلياً على الكثير من السلبيات أو النقص الذى تشعر به فى حياتك.
كن مرحاً :
احرص على مصاحبة الأصدقاء الذين يتميزون بروح المرح الطيب الراقى. ولا تحرم نفسك من قراءة الأشياء المرحة الخفيفة، أو اذهب فى نزهة أو رحلة مع أسرتك أو مع أصدقائك، وحاول التمتع بكل شئ جميل من حولك!
نظم وقتك :
احرص على الا تضيع ساعات يومك فى أشياء غير مفيدة، أو أعمال لا هدف من ورائها. وفى الوقت نفسه لا تزحم يومك بكل ما هو جاد، أو فى القراءة أو الإستذكار فقط، بل احرص على أن يكون فى جدولك اليومى وقت للخلوة الروحية والصلاة، ووقت للإسترخاء أو سماع الموسيقى، أو للمشى اذا كان الجو جميلاً!
لا تخش الأمر الجديد :
لا تخش أن تُقدم على تجربة أمر جديد، أو على عمل ما لم تنجح فيه قبلاً. لا تستسلم للإخفاق، ولا تجعله يؤثر فى حماسك. فكل شئ جديد وكل اختراع نراه الآن خضع لتجارب وتجارب، والكثير منها لم ينجح حتى وصل إلى الصورة التى نراها الآن..
لا تخجل من طلب المشورة :
خذ رأى الأكبر منك سناً أو خبرة، إذا كانوا قد عملوا فى نفس العمل الذى تريده، أو يدرسون نفس الدراسة التى تتمنى أن تدرسها. ثم خذ قرارك، بعد ذلك بنفسك، ولا تحمل أحداً نتيجة قرارك إذا لم ترض عنه. واجعل الله مشيرك الأول، فهو يبين ويوضح لنا الطريق الذى نسلكه...
صلوا لأجلى ...
القس أشرف ثابت. ت : 0128158187
للمشورة : ashrf135@yahoo.com
موضوعات القس اشرف السابقة:
كيف تواجه الإحباط؟ (1)
الشعور بالكآبة