يتصور البعض، دون سند كتابى أو دليل ان العرش العظيم الأبيض لن يقف أمامه سوى الأشرار، وأن كل الصغار والكبار الواقفين أمام الله حينئذ، ما هم إلا شلة من الأثمة المجرمين، وجماعة من الخطاة المعاندين، وان مصيرهم واحد، وهو الطرح (والعياذ بالله) فى بحيرة النار، حيث الشقاء مقيم والعذاب أليم!!
ولكن هذا التعليم الباطل، والقول العاطل، لم يكن أبداً هو تفسير الكنيسة، أو الأباء القديسين للنص الكتابى الوارد فى (رؤ11:20-15)، ولكنه من ابتداع قلب راهب جوزيتى، يهودى الأصل، يدعى عمانوئيل لكونزا، كان قد كتب كتاباً ضخماً (960 صفحة) عنوانه "مجئ المسيح فى المجد والجلال" وقد تم نشره فى اسبانيا سنة 1812م تحت اسم مستعار، اختاره الراهب لوكنزا لنفسه، وهو "الرابى جوان يهوشافاط بن عزرا" ومن تعاليمه : المجئ السرى للمسيح لخطف المؤمنين الأحياء والأموات، ثم تحدث ضيقة عظيمة على الأرض لمدة 45 يوماً، يأتى بعدها المسيح علناً مع المؤمنين المختطفين، ليقيم ملكه على الأرض فى أورشليم، ويُبنى الهيكل، ويؤمن اليهود، ويعاد تقديم الذبائح.. الخ ثم قيامة الأشرار والدينونة..
وجدير بالذكر أن المجمع المقدس للجزويت والكاثوليك رفضوا هذا الكتاب، وحرّموا تعاليمه، فى سنة 1824م.. ولكن قساً انجليزياً يدعى "إدوار أرفنج" تأثر بتعليم لوكنزا هذا، ودعا إليها وترجم الكتاب للإنجليزية، وقام بطباعته ونشره سنة 1826م.
هذا وقد تلقف المدعو "جون نلسون داربى" (1800-1882) تعاليم هذا الراهب الدخيل، وأقواله الفاسدة وروج لها. وبعد أن عمل لها بعض التعديلات والرتوش، فمثلاً جعل المدة بين الاختطاف والظهور سبع سنوات، وليس 45 يوماً، كما علم اليهودى الدخيل، ثم جعل منها محور كتبه، وأساساً لتفسيراته، وخلاصة تعاليم مذهبه الجديد. وفى غفلة من الجميع راجت هذه الأفكار وانتشرت، حتى أصبحت وكأنها هى الحق الأصيل، وخلاصة التعاليم والأقاويل وعمدة كل كل التفاسير!!
قبل ظهور هذا الكتاب سنة 1812م لم يكن هناك أى ذكر فى التعاليم المسيحية عن مجيئين للمسيح، سرى، وعلنى. كما كانت الكنيسة المسيحية موحدة الرأى من جهة خلاص الكثيرين من الواقفين أمام العرش العظيم الأبيض. وكان الكل يرى فى وجود "سفر الحياة" وفتحه (رؤ12:20) دليلاً قوياً على ذلك، بل هو دامغ وأكيد!!
لذلك نرى اللاهوتى اللامع والعلامة ليون موريس يكتب فى شرحه للرؤيا، وتعليقا على الآيات الواردة فى (رؤ11:20-15) فيقول : "قال البعض أن الأشرار فقط هم الذين فى ذهن يوحنا هنا" ويستمر شارحاً ليصل إلى القول : "... انه يجب علينا أن نُعد أنفسنا لمعارضة مثل هذ السخافات" (انظر التفسير الحديث للرؤيا ص258). كما أن خلاص الكثيرين حينئذ واضح، ويؤكده قول الوحى المقدس، فى (رؤ15:20) "وكل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياة طُرح فى بحيرة النار" فالأصل هو الخلاص هنا ياأخى، وليس الهلاك أبداً!! (اكشف حقك يارب!).
وقد كان رب المجد يقول بذلك أيضاً عندما تحدث عن وجود رجال نينوى، وملكة التيمن (وهم وهى من الأبرار المخلصين) فى موقف واحد مع رافضيه ومعانديه انظر (مت41:12-42) كما أن وعده له المجد لمن يراه ويؤمن به هو القيامة فى اليوم الأخير. قارن (يوحنا40:6) مع (يوحنا54:6) و(يوحنا54:11).
وأما عن القيامة الأولى فيقول العلامة ابن كاتب قيصر، فى شرحه الرائع (للرؤيا ص388) مايلى : "هذه القيامة، لا يدعى إليها الا الفائزون السعداء" ويؤكد وتشمان نى فى تعليقاته على سفر (الرؤيا ص196) : "انها مكافأة وليست للجميع"! وأما وليم باركلى فيقول فى تفسيره (للرؤيا ص421) "هذا شرف خاص للذين كانوا أمناء للمسيح".
وأخيراً ألا يؤكد ذلك تمنى بولس الرسول إياها (أى القيامة الأولى) فى (فيلبى11:3) وتطويب يوحنا أصحابها فى (رؤ6:20) وقول رب المجد نفسه : انها فقط لمن حُسبوا أهلاً لها انظر (لوقا35:20) فهى قيامة لمن لهم المجازاة فقط. (رؤ12:22 ، لو14:14).
ولكن هذا التعليم الباطل، والقول العاطل، لم يكن أبداً هو تفسير الكنيسة، أو الأباء القديسين للنص الكتابى الوارد فى (رؤ11:20-15)، ولكنه من ابتداع قلب راهب جوزيتى، يهودى الأصل، يدعى عمانوئيل لكونزا، كان قد كتب كتاباً ضخماً (960 صفحة) عنوانه "مجئ المسيح فى المجد والجلال" وقد تم نشره فى اسبانيا سنة 1812م تحت اسم مستعار، اختاره الراهب لوكنزا لنفسه، وهو "الرابى جوان يهوشافاط بن عزرا" ومن تعاليمه : المجئ السرى للمسيح لخطف المؤمنين الأحياء والأموات، ثم تحدث ضيقة عظيمة على الأرض لمدة 45 يوماً، يأتى بعدها المسيح علناً مع المؤمنين المختطفين، ليقيم ملكه على الأرض فى أورشليم، ويُبنى الهيكل، ويؤمن اليهود، ويعاد تقديم الذبائح.. الخ ثم قيامة الأشرار والدينونة..
وجدير بالذكر أن المجمع المقدس للجزويت والكاثوليك رفضوا هذا الكتاب، وحرّموا تعاليمه، فى سنة 1824م.. ولكن قساً انجليزياً يدعى "إدوار أرفنج" تأثر بتعليم لوكنزا هذا، ودعا إليها وترجم الكتاب للإنجليزية، وقام بطباعته ونشره سنة 1826م.
هذا وقد تلقف المدعو "جون نلسون داربى" (1800-1882) تعاليم هذا الراهب الدخيل، وأقواله الفاسدة وروج لها. وبعد أن عمل لها بعض التعديلات والرتوش، فمثلاً جعل المدة بين الاختطاف والظهور سبع سنوات، وليس 45 يوماً، كما علم اليهودى الدخيل، ثم جعل منها محور كتبه، وأساساً لتفسيراته، وخلاصة تعاليم مذهبه الجديد. وفى غفلة من الجميع راجت هذه الأفكار وانتشرت، حتى أصبحت وكأنها هى الحق الأصيل، وخلاصة التعاليم والأقاويل وعمدة كل كل التفاسير!!
قبل ظهور هذا الكتاب سنة 1812م لم يكن هناك أى ذكر فى التعاليم المسيحية عن مجيئين للمسيح، سرى، وعلنى. كما كانت الكنيسة المسيحية موحدة الرأى من جهة خلاص الكثيرين من الواقفين أمام العرش العظيم الأبيض. وكان الكل يرى فى وجود "سفر الحياة" وفتحه (رؤ12:20) دليلاً قوياً على ذلك، بل هو دامغ وأكيد!!
لذلك نرى اللاهوتى اللامع والعلامة ليون موريس يكتب فى شرحه للرؤيا، وتعليقا على الآيات الواردة فى (رؤ11:20-15) فيقول : "قال البعض أن الأشرار فقط هم الذين فى ذهن يوحنا هنا" ويستمر شارحاً ليصل إلى القول : "... انه يجب علينا أن نُعد أنفسنا لمعارضة مثل هذ السخافات" (انظر التفسير الحديث للرؤيا ص258). كما أن خلاص الكثيرين حينئذ واضح، ويؤكده قول الوحى المقدس، فى (رؤ15:20) "وكل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياة طُرح فى بحيرة النار" فالأصل هو الخلاص هنا ياأخى، وليس الهلاك أبداً!! (اكشف حقك يارب!).
وقد كان رب المجد يقول بذلك أيضاً عندما تحدث عن وجود رجال نينوى، وملكة التيمن (وهم وهى من الأبرار المخلصين) فى موقف واحد مع رافضيه ومعانديه انظر (مت41:12-42) كما أن وعده له المجد لمن يراه ويؤمن به هو القيامة فى اليوم الأخير. قارن (يوحنا40:6) مع (يوحنا54:6) و(يوحنا54:11).
وأما عن القيامة الأولى فيقول العلامة ابن كاتب قيصر، فى شرحه الرائع (للرؤيا ص388) مايلى : "هذه القيامة، لا يدعى إليها الا الفائزون السعداء" ويؤكد وتشمان نى فى تعليقاته على سفر (الرؤيا ص196) : "انها مكافأة وليست للجميع"! وأما وليم باركلى فيقول فى تفسيره (للرؤيا ص421) "هذا شرف خاص للذين كانوا أمناء للمسيح".
وأخيراً ألا يؤكد ذلك تمنى بولس الرسول إياها (أى القيامة الأولى) فى (فيلبى11:3) وتطويب يوحنا أصحابها فى (رؤ6:20) وقول رب المجد نفسه : انها فقط لمن حُسبوا أهلاً لها انظر (لوقا35:20) فهى قيامة لمن لهم المجازاة فقط. (رؤ12:22 ، لو14:14).
اخى يسرنى التحدث إليك ..
والرب معك
ت : 2594792/086
م : 6607691012
القس / عطية كامل