القس / عطية كامل
ليس لنا أن نخترع شيئا بل علينا نحن المسيحيون ان نقبل ما تقوله الكتب المقدسة بخصوص سيدنا يسوع المسيح وعن شخصه وعمله ومجيئه الثانى دون زيادة أو نقصان .
واما وقد ترفع الإنسان وقال بما تقله الكلمة المقدسة فنرى انه من واجبنا ان نصرخ ضد هذا قائلين : " لا يحل لكم " لا لشئ سوى حباً لإخواننا ورغبة منا فى خدمة إلهنا بإعلان حقائق كلمته ووضعها خالصة نقية امام ضمائر البعض لعلهم يستيقظون ... !!
وفى هذا المقام كنا قد كتبنا ضد الفكرة غير الكتابية والتى تتحدث عن مجئ سرى للمسيح لاختطاف كنيسته وعروسة الغالية وقلنا ان ابسط وأوضح النصوص الكتابية والتى تتحدث عن مجئ المسيح ثانية لاختطاف قديسيه بل هو النص الكتابى الوحيد الذى يذكـر كلمة " تخطـف " ، وهو الـوارد فى ( افس 4 : 13 – 18 ) لا يوجد فيه البوق والهتاف وصوت رئيس ملائكة ونزول الرب نفسه من السماء والسحب ، و .. كلها من أدوات العلانية والإعلان مما يجعل أصحاب بدعة والاختطاف السرى فى ورطة تعليمية ، حينما يقولون بعكس ما يقوله الله وبئس ما يقولون ..!!
وأما هنا ورغبة منا فى إيضاح الأمر أكثر أمام القارئ الفطن فدعنا نذهب هذه المرة إلى ما كتبه الرسول الملهم الى القديسين فى كورنثوس وفى رسالته الأولى الإصحاح الأول والأعداد من 1 : 7 فبعد ان قدم الرسول نفسه لهم ، وطلب لهم مزيدا من النعمة والسلام وشكر الله على نعمته المعطاة لهم وغناهم الروحى ورسوخ شهادة المسيح فيهم يكتب الرسول قائلا لهم فى العدد السابع وحتى إنكم لستم ناقصين فى موهبة ما وانتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح .
فهؤلاء الأفاضل كانوا يتعبدون لله وفى حالة دائمة من الانتظار والتوقع لظهور ربنا يسوع المسيح علناً لاختطافهم اليه !
وكان هذا محل المدح الرسولى لهم حيث رأى الرسول بولس ان هذا ثباتا منهم على الحق الذى علمهم إياه بخصوص مجئ المسيح علناً لاختطاف كنيسته إليه
إن كنيسة القرن الأول المسيحى أو الكنيسة كما تعلمت من المسيح ورسله القديسين لم تكن لها بفكرة الاختطاف السرى اى علم ، إذ لم تكن هذه البدعة قد ظهرت بعد لهذا نقول ان ما نقله " جون نيلسون داربى " عن الراهب الكاثوليكى المحروم " عمانوئيل لوكنزا " بخصوص مجئ المسيح مجيئا سريا لاختطاف الكنيسة ما و إلا زواناً زرعه العدو وغرس غيب وسام لم يبرزه الأب وسيقلع قريبا من قلوب وعقول كل الأفاضل وهذا كما وعد ربنا فى " مت 15 : 13 " وعده دائما حق ! نعم كانت الكنيسة الأولى تتعبد لله وتسلك فى وصاياه متوقعة ظهورا علنياً ومجيدا بشخص المسيح لاختطافهم إليه إذ لم تكن هذه البدع قد ظهرت بعد .
أنا اعلم أن عقيدة الاختطاف السرى قد راجت وصار لها ككل البدع والمعتقدات الباطلة أصحاب ومريدين يعتبرونها قمة الإعلانات ودرة المجد فى عقائدهم .
إن هذه العقيدة كان يجب أن يناقشها أصحابها فاحصيـن الكـتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا ؟ " أعمال 17 : 11 " وكان الأجدر بهم أن يعلنوا هم وبشرف بطلانها وأما وقد تقست القلوب وغلظت الرقاب فها هو الرب يصرخ " يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والأذان انتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم كذلك انتم " ( أعمال 7 : 51 ) ويا له من توبيخ شديد ..!!
وأخيراً أقول :
نعم لقد صنع البشر آلهة وعبدوها ورأوا فى شكل التدين صنيعا به يرضــوها .. وصار الكره للأخر أيه ، وعـاظ يرددوها .. أما نحن فعبيد لا سادة يا أخــوة افهموها ... ليس لنا إلا الطاعة لسيدنا فانحنوا وقولوهـا : يارب نحترم قولك .. وبدعتكــم اتركوها ... فالاختطاف علنى ، هذه أية فاحفظوها والعروس ستزف علناً لعريسها فأعلنوهـــا .. والحقيقة تستحق كل قبول فاركعوا واقبلوها .. والا فالخجل نصيبكم .. يوم ذاك فكفنوها والى القبر سريعا ككل البدع احملوها وبدون وقار او هدوء بل بفخر ادفنوها ..
بارككم الله
ق : عطية كامل ..