مقتطفات من أقوال الأب متى المسكين ¤
إعداد :
القس لطفى رياض
راعى الكنيسة الخمسينية بالحوامدية
الوحدة الحقيقة للكنيسة الحقيقية ، حاجة ماسة وهذا يتطلب رؤية إعلانية إيمانية ، ويتطلب أيضا أن نسمح للروح القدس أن يستزرعها فى قلوبنا ، فتتدفق الوحدة فى كياننا بالإعلان فيذوب الجليد الذى يجعل أحشاءنا منغلقة من جهة شركاء الجسد الواحد ..
فنحن عندما نطلب وحدة الكنيسة ، نحن نطلب المسيح الذى هو واحد مع الأب ، وعندما نقرره بنعمته أن نعيش هذه الوحدة التى على مثال الثالوث بالروح والحق ، عندئذ نتذوق المسيح شخصياً ، وهذا يستعلن فينا بالروح القدس لكن نحن كنيسته فلقد سجل الوحى أن ربنا يسوع المسيح قال فى صلاته " ليكون الجميع واحداً ، كما انك أنت أيها الأب فى وأنا فيك ، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتنى " ( يو 17 : 21 )
فما الذى يعوق هذه الوحدة ؟ من المؤسف حقاً أن يكون هذا حقاً متاحاً بالروح القدس وليس وهماً ولكن كبريائى واهتمامي بذاتى يمنعني من أن أكون واحداً مع اخوتى وليس الكبرياء فقط هى السبب الوحيد ، لكن تخاذلى وسلبينى فى متطلبات الحق الالهى كل هذا يجعل أمور الله ، التى ينجزها بالروح القدس ، تتسرب من بين أيدينا ، علماً بأن الرب لا يقهرنا لتحقيق ذلك .
كما نلاحظ أيضا ان العالم حتى يعرف إن إرسالية الابن الوحيد هى من الله ، فهذا مرتبط بكوننا واحداً فعدم وحدتنا ينفى عن ربنا يسوع المسيح مصداقية إرساليته هذا وقد أعلن الوحى أن الله قد عيننا لتكون مشابهين صورة ابنة ، حسب النص " لان الذين سبق فعرفهم ، سبق فعينهم ، ليكونوا مشابهين صورة ابنة " ( رو 8 : 29 )
علماً بأن الكلمة مشابهين " اسم فاعل من فعل يعنى التشكيل معاً ، وهذا يعلن أن الله قد عيننا لنتشكل سويا فى صورة ابنه " أيقونته "
هل تعلم من هو المجرم الذى أقنع العالم بأن المسيح لم يرسل من الأب ؟ ليس هذا المجرم بعيد عنا : فهو أنا وأنت لأننا لم نعش بحسب هذا الحق الذى لأجله تجسد الكلمة الأزلي ( يو 1 : 14 ) ولأجله تجسد الكلمة الازلى ( يو 1 : 14 ) ولأجله قدم نفسه على الصليب ( يو 11 : 51 ، 53 )" ... ليكونا واحداً كما إننا واحد " ( يو 17 : 22 )
فماذا أنت فاعل أمام هذا الحق ؟!