أساسيات الإيمان (4)
يســوع المخلـص
اسحق جاد اسحق
معنى اسم يسوع هو مخلص وهذا ما يبرزه الإنجيل فقد جاء عنه قول الملاك ليوسف فستلد ( أي العذراء) ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياه ( مت 21:1) وكذلك قول الملاك للرعاة وهو يبشرهم بمولودة أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لو 11:2) وأيضا القول الوارد عنه على فم بطرس الرسول وليس بأحد غيره الخلاص (أع 12:4) فهو المخلص الوحيد وخلاصه مؤسس على موته مصلوبا وكان موته كفاريا بمعنى أنه كان بديلا عن كل جنس البشر وليس كموت شهيد في سبيل الحق ولذا قال عنه المعمدان هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو 29:1) وخطية العالم هي الخطية التي دخلت إلى عالمنا عن طريق ادم رأس جنسنا البشري ॥
1- مشكلة الخطية الأصلية :
أخطأ آدم وحواء فكانت النتيجة هي وراثة نسلهما لهذه الخطية لقد نفثت الحية سمها الزعاف في أبوينا الأولين عندما أغوتهما بعصيان الله يكثر وصيته بعدم الأكل من الشجرة وكان هذا السم هو الداء العضال الذي انتشر في جسم البشرية جمعاء وعلى هذا الأساس يولد كل إنسان حاملا داء الخطية الذي أصيب به ادم وحواء فيحسب جرمها عليه من ناحية وتتحكم في طبيعته وتجعله ميالا لفعل الشر من ناحية أخرى وعن وراثة البشر لخطية ادم نجد أقولا كثيرة في كلمة الله نذكر منها " هاأنذا بالآثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" ( مز 5:51 ) وأيضـاً يقول
الرسول بولس : " من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع " (رو 12:5) وبما أن الإنسان على هذه الحالة من الفساد الأدبي فلا يمكن أن تقبل أي أعمال يرى انها صالحة ويهدف من ورائها الى نيل غفران الله يقول اشعياء صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا ( أش 6:64 )
2- كيف يتبرر الإنسان أمام الله ؟
عندما سقط آدم وحواء وبعد ذلك اكتشفا عريهما فقد حاولا التستر من هذا العري بأوراق التين ولكن فشلت محاولتهما تمـامـا ولـم تسترهما سوى أقمصة الجلد ..
ا المسيح لذي هو دم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس (1بط 19:1)
3- العدل والرحمة :
وهما صفتان متساويتان في الله وعندما اخطأ الإنسان الأول وكسر الوصية الإلهية فإن العدل كان يطلب القصاص من الإنسان لاستيفاء حقه ولو افترضنا أن الله أجرى عدله وأوقع على الإنسان القصاص الذي يستحقه فإن الرحمة لا تكون بذلك قد اخذت حقها وهو العفو عن الإنسان المخطئ وفي نفس الوقت لا يمكن أن يسامح الله الإنسان بدون أن يأخذ العدل حقه أنها معادلة صعبة لم يحلها سوى الفادي الذي قدم نفسه الى الموت نيابة عن الخطاة ॥وإذ أخذ الدور النيابي عنا كخطاة فأنه قد وضع عليه أثم جميعنا (أش 6:52) والذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2كو 21:5) فكان هو الذبيحة غير المحدودة التي أوفت حق الله غير المحدود الذي كان مطلوبا منا نحن البشر وقد اتم عمل الفداء على الصليب وكان آخر ما نطق به هو قد أكمل ثم أسلم روحه ليدي الأب । وبذلك أوفى المسيح العدل الإلهي حقه وأيضا على أساس عمله فوق الصليب أخذت الرحمة حقها وهو أنه قد فتح الباب للخلاص مجانا لكل من يطلبه
هنا نجد أنه قد تم الاتفاق والتلاؤم بين عدل الله ورحمته بعد أن أخذ حقهما بواسطة عمل المسيح الفادي والمخلص وعن هذا يقـــول المرنـم الرحمـــة والحـق ( العدل ) التقيا ، البــر والســـــــــــــلام تلاءمـــا أي ( تعانقا ) ( مز 10:85 ) .
4- عمل المسيح الكفاري ونتائجه :
كلمة كفارة : تعني ستر أو غطاء وموت المسيح الفدائي هو الذي ستر خطايانا أمام الله وكان من نتائج ذلك بركات كثيرة نذكر منها .
إن الكفارة شاملة لكل البشر لأن المسيح مات من أجل الجميع (2كو15:5) وكفارته هي من أجل خطايا العالم أجمع (1يو2:2) ولكن لن يستفيد من عمله الكفاري إلا من يقبلوه مخلصا .
وعلى أساس موت المسيح الكفاري تمت المصالحة بين الله والإنسان فالمسيح هو الوسيط الوحيد الذي قدم دمه الكريم ليكون عهد مصالحة بين الله والبشر ولذ قيل (أي أن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه) 2كو 19:5 وعهد المصالحة هذا قائم وجاهز لكل خاطئ يرغب في التصالح مع الله والتمتع بغفرانه وتبريره ..
- والمسيح بموته افتدانا وحررنا من اللعنة التي للناموس واللعنة كانت الموت الذي هو عقوبة الخطية "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صــــار لعنــــة لأجلنا" (غلا 13:3) .
- وافتدانا أيضا من عبودية الناموس فقد كانت مطالب الناموس اكبر من قدرة أي إنسان على القيام بها وكان من يحفظ كل الناموس ويعثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل (يع 10:2) وهذا يعني حتمية الفشل من جانب الإنسان إزاء حفظ الناموس ولكن بعد أن قدم المسيح دمه ثمنا لشرائنا فقد صرنا ملكا له ولم يعد للناموس سلطانا علينا .كما أنه وهو الإنسان الكامل الذي أطاع الناموس طاعة كاملة فان طاعته قد حسبت لنا يقول الرسول لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد (أدم) جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضا بإطاعة الواحد (المسيح) جعل الكثيرون أبرارا ( رو 5 :18 ،19)
5- كسر شوكة إبليس
فقد قيل عن المسيح لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية (عب2 14 ،15) كما قيل أيضا عن المسيح بأنه جرد الرياسات والسلاطين ظافرا به فيه (في الصليب) 0
فلم يعد إبليس ذا قوة هائلة تخيفنا بعد أن هزمت هذه القوة في الصليب وبقيامة المسيح كسرت شوكة الموت الذي جلبه إبليس نتيجة للخطية فأصبح الموت بالنسبة لمن هم في المسيح لا يسبب رعبا لهم بل كما وصفه احد المؤمنين بالقول أن الموت بالنسبة لنا هو بمثابة قنبلة ولكن منزوعة من الفتيل (مادة الانفجار) فلا خوف منه على الإطلاق لقد اعتقنا من خوف الموت الذي زرعه إبليس شكراً لربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي على أساس موته اعد لنا بركات عظيمة تفوق الوصف .. !!