استفاق الفتى بعد ذهول، فوجد نفسه يسير في طريق لم يكن يتوقعه أبداً، فحوادث وأحداث الساعات الماضية كانت قد زلزلت كيانه فطأطأ رأسه وهو يخطو خطواته الأولى نحو المجهول!! عموماً لقد مضت القافلة في طريقها المرسوم إلي أن حطت رحالها أخيراً في مصر، ليجد الفتى نفسه مباعاً لرجل مصري يدعى فوطيفار، خصي فرعون، ورئيس الحرس.
إن ما حدث ليوسف أدهش ملائكة السماء!! فما كانوا يتوقعون أبداً أن تسير الأمور هكذا! فصاحب الأحلام هذا كلن محبوباً من أبيه، وقوياً في مخافته لله، أميناً دائماً فيما يكلف به من أعمال. (تك 37: 2- 13) بل إن أخوته قد غدروا به علي طريق قد سارها كلها وحيداً باحثاً عنهم طالباً سلامتهم..
وأما يوسف، وإذ رأى أن وضعه الجديد يحتم عليه نسيان ماضيه، وترك مستقبله بين يدي الله، عزم علي أن يكون أميناً ونافعاً، ساهراً علي ما يكلفه به سيده الجديد من أعمال .. وقد كان من ترتيبات العناية الإلهية، أن يلاحظ سيده أن الرب معه، وأن أعماله كلها مكللة بالنجاح، فجعله وكيلاً علي بيته وولاه علي كل ماله .. فكانت بركة الرب علي كل ما له في البيت وفي الحقل (تك 39: 5) وهكذا وجد الفتى نفسه مديراً ووكيلاً عن سيده، ومسيطراً علي كل شيء، فعزم برغبة أكثر أن يكون نافعاً ومفيداً ..
سارت الأمور عادية لبعض الوقت حيث كان يوسف منهمكاً تماماً بعمل كل ما فيه خير سيده، وتقدم مصالحه، ظاناً أن الدنيا قد ابتسمت له أخيراً، بعد طول عبوس. ولقد كانت أخلاقه ونجاحاته الكثيرة سبب دهشة كل من تعامل معه، فصار محبوباً من سيده، وحاز قبول الجميع.
ولكن إذ رأى الشيطان أن محاولاته لأسر يوسف وابتلاعه، قد ذهبت سدى، اغتم جداً فخطط لضربة جديدة يكون فيها يوسف خاسراً في كل الأحوال! وبينما كان يوسف منهمكاً في عمله، سعيداً بنجاحاته، باحثاً عن رضاء ربه قبل سيده، كانت هناك عين تراقبه، هذه العين لم تقف كثيراً عند أمانته، ولم يهمها اجتهاده بل أن أخلاقه كانت نكداً لها! هذه العين لم تلاحظ النجاحات التي أعطاها الرب له ولا بركة الرب، فهي عمياء عن كل هذه. فلقد استوقفها فقط أن يوسف كان حسن الصورة وحسن المنظر .. فجمال هيئته ووسامته هي التي كانت فقط تحت ناظريها (تك 39: 6) فزوجة سيده لم تر فيه سوى جسداً جميلاً قوياً شاباً قادراً فقط علي منح اللذة !!
إن هذه النظرة التي لا ترى في الآخر سوى أداة لجلب اللذة، هي التي تقف خلف كل ما نراه الآن من فجور وتعد وخطف واغتصاب ودعارة!
فهذه المرأة، وهي زوجة لرجل شريف وصاحب منصب، إذ جرها الشيطان لهذه الوهدة، صارت بلا عقل تتسكع وتتودد وتتبع عبداً لها، محاولة جره إلي مضجعها بالتلميحات تارة، وبالتصريحات تارة أخرى. وكانت مثابرة جداً في هذا حتى سارت كل الطريق بمفردها، وجربت كل السبل. وإذ سارت في عبودية شديدة ولا تدري شيئاً، أمسكته من ثوبه قائلة: "اضطجع معي!"
إن هذه المحاولة الرديئة لاجبار يوسف علي فعل الرزيلة جعلته في مأزق وضيقة! وقد أدرك أن ثمناً عليه دفعه في كل الأحوال .. كانت اللحظة قاسية، ويجب عليه أن يتخذ قراره، وبسرعة، مدركاً أن قراره قد أصبح مستقبله، ومستقبله في قراره. أما قسوة اللحظة فقد جعلته مرتاعاً!!
كان المشهد قاسياً، وللحظة تطلعت الملائكة مبهوتة. أما أجناد الحفرة فكادوا يرقصون!
إن يوسف لم يتجاوب أبداً مع عرض المرأة، إذ أنها كانت قد كلمته كثيراً في هذا الأمر وألحت عليه (تك 39) دون جدوى. ولكن وقد أمسكت المجنونة بثوبه، أدرك أن لا خيار أمامه سوى الهروب!
إن مثل هذه اللحظات هي التي تصنع المصائر، كما أن قلة الخيارات تكشف خزين القلوب، وقد تربى قلب يوسف وتغذى علي خوف الله، لذا فقد دفع عنه المرأة وبكل حزم، تاركاً ثوبه في يدها وهرب وخرج إلي خارج (تك 39: 12) وكان مسلماً مصيره إلي نعمة الله، وأما هي، وقد جعل رفض يوسف رأسها في التراب، صارت تصرخ وتصرخ في جنون، متهمة إياه بما كانت ترجوه منه، ليدفع يوسف ثمن فضيلته. حيث أن جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون (2تي 3: 12).
إن ما حدث ليوسف أدهش ملائكة السماء!! فما كانوا يتوقعون أبداً أن تسير الأمور هكذا! فصاحب الأحلام هذا كلن محبوباً من أبيه، وقوياً في مخافته لله، أميناً دائماً فيما يكلف به من أعمال. (تك 37: 2- 13) بل إن أخوته قد غدروا به علي طريق قد سارها كلها وحيداً باحثاً عنهم طالباً سلامتهم..
وأما يوسف، وإذ رأى أن وضعه الجديد يحتم عليه نسيان ماضيه، وترك مستقبله بين يدي الله، عزم علي أن يكون أميناً ونافعاً، ساهراً علي ما يكلفه به سيده الجديد من أعمال .. وقد كان من ترتيبات العناية الإلهية، أن يلاحظ سيده أن الرب معه، وأن أعماله كلها مكللة بالنجاح، فجعله وكيلاً علي بيته وولاه علي كل ماله .. فكانت بركة الرب علي كل ما له في البيت وفي الحقل (تك 39: 5) وهكذا وجد الفتى نفسه مديراً ووكيلاً عن سيده، ومسيطراً علي كل شيء، فعزم برغبة أكثر أن يكون نافعاً ومفيداً ..
سارت الأمور عادية لبعض الوقت حيث كان يوسف منهمكاً تماماً بعمل كل ما فيه خير سيده، وتقدم مصالحه، ظاناً أن الدنيا قد ابتسمت له أخيراً، بعد طول عبوس. ولقد كانت أخلاقه ونجاحاته الكثيرة سبب دهشة كل من تعامل معه، فصار محبوباً من سيده، وحاز قبول الجميع.
ولكن إذ رأى الشيطان أن محاولاته لأسر يوسف وابتلاعه، قد ذهبت سدى، اغتم جداً فخطط لضربة جديدة يكون فيها يوسف خاسراً في كل الأحوال! وبينما كان يوسف منهمكاً في عمله، سعيداً بنجاحاته، باحثاً عن رضاء ربه قبل سيده، كانت هناك عين تراقبه، هذه العين لم تقف كثيراً عند أمانته، ولم يهمها اجتهاده بل أن أخلاقه كانت نكداً لها! هذه العين لم تلاحظ النجاحات التي أعطاها الرب له ولا بركة الرب، فهي عمياء عن كل هذه. فلقد استوقفها فقط أن يوسف كان حسن الصورة وحسن المنظر .. فجمال هيئته ووسامته هي التي كانت فقط تحت ناظريها (تك 39: 6) فزوجة سيده لم تر فيه سوى جسداً جميلاً قوياً شاباً قادراً فقط علي منح اللذة !!
إن هذه النظرة التي لا ترى في الآخر سوى أداة لجلب اللذة، هي التي تقف خلف كل ما نراه الآن من فجور وتعد وخطف واغتصاب ودعارة!
فهذه المرأة، وهي زوجة لرجل شريف وصاحب منصب، إذ جرها الشيطان لهذه الوهدة، صارت بلا عقل تتسكع وتتودد وتتبع عبداً لها، محاولة جره إلي مضجعها بالتلميحات تارة، وبالتصريحات تارة أخرى. وكانت مثابرة جداً في هذا حتى سارت كل الطريق بمفردها، وجربت كل السبل. وإذ سارت في عبودية شديدة ولا تدري شيئاً، أمسكته من ثوبه قائلة: "اضطجع معي!"
إن هذه المحاولة الرديئة لاجبار يوسف علي فعل الرزيلة جعلته في مأزق وضيقة! وقد أدرك أن ثمناً عليه دفعه في كل الأحوال .. كانت اللحظة قاسية، ويجب عليه أن يتخذ قراره، وبسرعة، مدركاً أن قراره قد أصبح مستقبله، ومستقبله في قراره. أما قسوة اللحظة فقد جعلته مرتاعاً!!
كان المشهد قاسياً، وللحظة تطلعت الملائكة مبهوتة. أما أجناد الحفرة فكادوا يرقصون!
إن يوسف لم يتجاوب أبداً مع عرض المرأة، إذ أنها كانت قد كلمته كثيراً في هذا الأمر وألحت عليه (تك 39) دون جدوى. ولكن وقد أمسكت المجنونة بثوبه، أدرك أن لا خيار أمامه سوى الهروب!
إن مثل هذه اللحظات هي التي تصنع المصائر، كما أن قلة الخيارات تكشف خزين القلوب، وقد تربى قلب يوسف وتغذى علي خوف الله، لذا فقد دفع عنه المرأة وبكل حزم، تاركاً ثوبه في يدها وهرب وخرج إلي خارج (تك 39: 12) وكان مسلماً مصيره إلي نعمة الله، وأما هي، وقد جعل رفض يوسف رأسها في التراب، صارت تصرخ وتصرخ في جنون، متهمة إياه بما كانت ترجوه منه، ليدفع يوسف ثمن فضيلته. حيث أن جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون (2تي 3: 12).
يسرني قراءة تعليقاتك علي :
0126607691
القس/ عطية كامل
0126607691
القس/ عطية كامل