"اعبدوا الرب بفرح، ادخلوا إلي حضرته بترنم" (مز 100: 2).
هذه هي العبادة التي يقبلها ويسر بها الرب، إنها العبادة التي ملؤها الفرح الروحي. أما العبادة التي لا تتسم بمظاهر الفرح فهذه لا تُقبل لدى الله. ويقول عنها الكتاب: "من اجل أنك لم تعبد الرب إلهك بفرح وبطيبة قلب (اي الهيام الروحي) تُستعبد لأعدائك" (تث 28: 47).
هذه العبادة الفاترة والتي يسمونها خطأ بـ "العبادة العقلية" ينتج عنها حالة من الضعف الروحي لأصحابها، وبالتالي تجلب الأعداء الروحيين ليستعبدونهم!. ليت الرب يزيل الغشاوة من علي الأعين، ويفك الأربطة المكبلة من التعاليم الخاطئة، التي تقف عائقاً لمنع التفاعل الروحي في القلوب.
والملء بالروح القدس هو الذي يهز كيان الإنسان من الداخل! ولذلك يقول الرسول بولس: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 5: 18). وعندما يحدث الملء فإنه يفيض من داخل الإنسان بكلمات التسبيح والتمجيد والتهليل. وهذا كله يعبر عن فرح قلبي فائض!
1- الفرح له مظاهر:
وهذه المظاهر تأخذ شكل التصفيق والهتاف وحركات أخرى معبرة عن فرح روحي عارم! يقول المرنم "قلبي ولحمي يهتفان للإله الحي" (مز 84: 2) فالقلب يهتف من الداخل، والجسد يعبر عن ذلك بالحركات الظاهرية!
فلا تصدق ما يقوله أصحاب العبادة الجامدة بأنهم يفرحون ويتعزون وهم في حالتهم هذه علي مقاعدهم لا يتحرك فيهم سوى أفواههم وألسنتهم!
إن عمل الروح القدس في المؤمنين هو قوة هائلة تحرك أعضاء الجسم المختلفة، لتتناغم معاً في ابتهاج ظاهر.
وقد ذكر الكتاب المقدس أحداثاً ومواقف كان فيها الفرح له دلالات قوية، تعبر عن وجوده مثل:
داود الملك عندما رقص أمام التابوت معبراً عن فرحته:
فقد أطلق داود العنان لطاقة الفرح الداخلي، وأخذ يرقص أمام تابوت الرب، فرحاً بعودته بعد غياب طويل.
وقد كان رقص داود لافتاً للنظر حتى إن ميكال زوجته نظرت إليه من الكوة، واحتقرته في قلبها. ومعلوم أن ميكال هي "ابنة شاول" الملك الشرير والمرفوض من الله. ولا شك أنها كانت شريرة مثل أبيها.
وهذا هو سر احتقارها لداود، عندما كان يتعبد للرب بفرح وهتاف. من ذلك نعلم أن روح الشر هو الذي يقاوم الفرح والهتاف. ( 2صم 6: 13- 22)
وماذا عن الجنين الذي ارتكض بابتهاج في بطن أمه؟!
ذلك هو يوحنا الذي كان مملوءاً من الروح القدس، وهو في بطن أليصابات أمه! وقد ارتكض (أي قفز) بابتهاج ترحيباً وإكراماً بقدوم سيده ابن الله القدوس وهو في بطن العذراء مريم، بمجرد وصولها عند أليصابات! أليس في هذا العمل العجيب إشارة إلي أن الفرح الروحي يدفع إلي حركة مباركة؟ وتعبير علي أن الروح القدس بامتلاكه للإنسان يعطي فرحاً له مظاهر وعلامات حتى لو كان ذلك مع جنين في بطن أمه؟! (لو 1: 39- 45)
وفي مثل الابن الضال يعبر الرب يسوع (من خلال المثل) عن فرح السماء برجوع الخاطئ التائب، مبيناً أن الفرح يأخذ شكل ألآت الطرب والرقص. وذلك في قوله له المجد: "وكان أخوه الأكبر في الحقل فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصاً ، فدعا واحداً من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا فقال له أخوك جاء فذبح له أبوك العجل المسمن" (لو 15: 25- 26) هنا نجد أن الفرح بعودة الضال قد أخذ طابع الرقص (أو الهتاف) بمصاحبة الآلات الموسيقية التي تعطي طرباً يبهج القلوب!
والأعرج الذي شُفي، نجده يعبر عن الفرح بصورة رائعة. ذلك هو الرجل الذي كان عند باب الهيكل المسمى بـ (الجميل) ليستعطي من الداخلين الهيكل .. وقد تم شفاؤه باسم يسوع، وعلي يد بطرس. وإذ غمرته الفرحة، وهو يرى نفسه وقد تحول من إنسان كسيح يُحمل إلي إنسان أن نقدمآخر يمشي كما يشاء، فقد عبر عن ذلك بأنه كان يطفر (أي يقفز) ويسبح الله .. لم يحتفظ بفرحته في قلبه، بل أخرجها ليشاهدها الجميع في صورة تسبيح لله مصحوب بقفزات متتالية لافتة للنظر! (أع 3: 1- 10).
2- الهتاف يعطي انتصاراً:
يمتلئ سفر المزامير بالكلمات التي تدعو للفرح والهتاف والتي لا يتسع لها المقام هنا، ولكن أذكر علي سبيل المثال ما يلي: "افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز 32: 11) و "اهتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1) و "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي، اهتفوا لله بصوت الابتهاج" (مز 47: 1) .. هذه الدعوة للعبادة المصحوبة بالهتاف، تلفت نظرنا إلي ما للهتاف من أهمية تكمن في أنه قوة روحية، تعطي النصرة علي الأعداء .. وعلي سبيل المثال أذكر موقفين هنا:
سقوط سور أريحا بالهتاف: لقد دار الكهنة مبوقين حول سور هذه المدينة لمدة ستة أيام، وفي كل يوم دورة واحدة. وفي اليوم السابع داروا سبع دورات، وفي الدورة السابعة عندما سمع الشعب صوت البوق هتف الشعب هتافاً عظيماً، فسقط السور في مكانه! ( يش 8: 20).
ألا يدل ذلك علي أن قوة الهتاف كفيلة بأن تسقط من أمامنا كل سور يضعه العدو، ويفتح أمامنا الطريق للامتلاك..
رجال يهوذا انتصروا بالهتاف: فقد قام يربعام ملك إسرائيل بحملة عسكرية علي مملكة يهوذا، وجعل يربعام عليهم كميناً يدور حولهم ليأتي من خلفهم ...وكان الموقف صعباً للغاية علي رجال يهوذا وملكهم. إذ كانوا بين "كماشة" يربعام ورجال إسرائيل. فماذا فعل رجال يهوذا؟ لقد صرخوا إلي الرب، وبوق الكهنة. ولكن الامر المهم الذي قاموا به أيضاً هو أن رجال يهوذا هتفوا، ولما هتفوا بصحبة أبواق الكهنة، ضرب الرب يربعام وكل إسرائيل أمام أبيا ملك يهوذا، وانهزم إسرائيل أمام يهوذا، هزيمة جعلت مملكة إسرائيل لا تقوم لها قائمة فيما بعد.
لاحظ معي كيف أن الهتاف هو القوة الهائلة التي أعطت انتصاراً عظيماً علي الأعداء. (اقرأ 2 أخ 13: 13-20).
ولذلك فإن كل تعبد للرب يجب أن يكون مصحوباً بقوة الفرح والهتاف، لكي نهزم أعداءنا الروحيين، ونمتلك أرضاً جديدة من تحت أيديهم.
ليت الرب يعمل بروحه في القلوب، لتشدوا له وتتعبد بفرح وهتاف. فإن فرح الرب هو قوتنا. (نح 8: 10) وهو سر نصرتنا.
هذه هي العبادة التي يقبلها ويسر بها الرب، إنها العبادة التي ملؤها الفرح الروحي. أما العبادة التي لا تتسم بمظاهر الفرح فهذه لا تُقبل لدى الله. ويقول عنها الكتاب: "من اجل أنك لم تعبد الرب إلهك بفرح وبطيبة قلب (اي الهيام الروحي) تُستعبد لأعدائك" (تث 28: 47).
هذه العبادة الفاترة والتي يسمونها خطأ بـ "العبادة العقلية" ينتج عنها حالة من الضعف الروحي لأصحابها، وبالتالي تجلب الأعداء الروحيين ليستعبدونهم!. ليت الرب يزيل الغشاوة من علي الأعين، ويفك الأربطة المكبلة من التعاليم الخاطئة، التي تقف عائقاً لمنع التفاعل الروحي في القلوب.
والملء بالروح القدس هو الذي يهز كيان الإنسان من الداخل! ولذلك يقول الرسول بولس: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 5: 18). وعندما يحدث الملء فإنه يفيض من داخل الإنسان بكلمات التسبيح والتمجيد والتهليل. وهذا كله يعبر عن فرح قلبي فائض!
1- الفرح له مظاهر:
وهذه المظاهر تأخذ شكل التصفيق والهتاف وحركات أخرى معبرة عن فرح روحي عارم! يقول المرنم "قلبي ولحمي يهتفان للإله الحي" (مز 84: 2) فالقلب يهتف من الداخل، والجسد يعبر عن ذلك بالحركات الظاهرية!
فلا تصدق ما يقوله أصحاب العبادة الجامدة بأنهم يفرحون ويتعزون وهم في حالتهم هذه علي مقاعدهم لا يتحرك فيهم سوى أفواههم وألسنتهم!
إن عمل الروح القدس في المؤمنين هو قوة هائلة تحرك أعضاء الجسم المختلفة، لتتناغم معاً في ابتهاج ظاهر.
وقد ذكر الكتاب المقدس أحداثاً ومواقف كان فيها الفرح له دلالات قوية، تعبر عن وجوده مثل:
داود الملك عندما رقص أمام التابوت معبراً عن فرحته:
فقد أطلق داود العنان لطاقة الفرح الداخلي، وأخذ يرقص أمام تابوت الرب، فرحاً بعودته بعد غياب طويل.
وقد كان رقص داود لافتاً للنظر حتى إن ميكال زوجته نظرت إليه من الكوة، واحتقرته في قلبها. ومعلوم أن ميكال هي "ابنة شاول" الملك الشرير والمرفوض من الله. ولا شك أنها كانت شريرة مثل أبيها.
وهذا هو سر احتقارها لداود، عندما كان يتعبد للرب بفرح وهتاف. من ذلك نعلم أن روح الشر هو الذي يقاوم الفرح والهتاف. ( 2صم 6: 13- 22)
وماذا عن الجنين الذي ارتكض بابتهاج في بطن أمه؟!
ذلك هو يوحنا الذي كان مملوءاً من الروح القدس، وهو في بطن أليصابات أمه! وقد ارتكض (أي قفز) بابتهاج ترحيباً وإكراماً بقدوم سيده ابن الله القدوس وهو في بطن العذراء مريم، بمجرد وصولها عند أليصابات! أليس في هذا العمل العجيب إشارة إلي أن الفرح الروحي يدفع إلي حركة مباركة؟ وتعبير علي أن الروح القدس بامتلاكه للإنسان يعطي فرحاً له مظاهر وعلامات حتى لو كان ذلك مع جنين في بطن أمه؟! (لو 1: 39- 45)
وفي مثل الابن الضال يعبر الرب يسوع (من خلال المثل) عن فرح السماء برجوع الخاطئ التائب، مبيناً أن الفرح يأخذ شكل ألآت الطرب والرقص. وذلك في قوله له المجد: "وكان أخوه الأكبر في الحقل فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصاً ، فدعا واحداً من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا فقال له أخوك جاء فذبح له أبوك العجل المسمن" (لو 15: 25- 26) هنا نجد أن الفرح بعودة الضال قد أخذ طابع الرقص (أو الهتاف) بمصاحبة الآلات الموسيقية التي تعطي طرباً يبهج القلوب!
والأعرج الذي شُفي، نجده يعبر عن الفرح بصورة رائعة. ذلك هو الرجل الذي كان عند باب الهيكل المسمى بـ (الجميل) ليستعطي من الداخلين الهيكل .. وقد تم شفاؤه باسم يسوع، وعلي يد بطرس. وإذ غمرته الفرحة، وهو يرى نفسه وقد تحول من إنسان كسيح يُحمل إلي إنسان أن نقدمآخر يمشي كما يشاء، فقد عبر عن ذلك بأنه كان يطفر (أي يقفز) ويسبح الله .. لم يحتفظ بفرحته في قلبه، بل أخرجها ليشاهدها الجميع في صورة تسبيح لله مصحوب بقفزات متتالية لافتة للنظر! (أع 3: 1- 10).
2- الهتاف يعطي انتصاراً:
يمتلئ سفر المزامير بالكلمات التي تدعو للفرح والهتاف والتي لا يتسع لها المقام هنا، ولكن أذكر علي سبيل المثال ما يلي: "افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز 32: 11) و "اهتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1) و "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي، اهتفوا لله بصوت الابتهاج" (مز 47: 1) .. هذه الدعوة للعبادة المصحوبة بالهتاف، تلفت نظرنا إلي ما للهتاف من أهمية تكمن في أنه قوة روحية، تعطي النصرة علي الأعداء .. وعلي سبيل المثال أذكر موقفين هنا:
سقوط سور أريحا بالهتاف: لقد دار الكهنة مبوقين حول سور هذه المدينة لمدة ستة أيام، وفي كل يوم دورة واحدة. وفي اليوم السابع داروا سبع دورات، وفي الدورة السابعة عندما سمع الشعب صوت البوق هتف الشعب هتافاً عظيماً، فسقط السور في مكانه! ( يش 8: 20).
ألا يدل ذلك علي أن قوة الهتاف كفيلة بأن تسقط من أمامنا كل سور يضعه العدو، ويفتح أمامنا الطريق للامتلاك..
رجال يهوذا انتصروا بالهتاف: فقد قام يربعام ملك إسرائيل بحملة عسكرية علي مملكة يهوذا، وجعل يربعام عليهم كميناً يدور حولهم ليأتي من خلفهم ...وكان الموقف صعباً للغاية علي رجال يهوذا وملكهم. إذ كانوا بين "كماشة" يربعام ورجال إسرائيل. فماذا فعل رجال يهوذا؟ لقد صرخوا إلي الرب، وبوق الكهنة. ولكن الامر المهم الذي قاموا به أيضاً هو أن رجال يهوذا هتفوا، ولما هتفوا بصحبة أبواق الكهنة، ضرب الرب يربعام وكل إسرائيل أمام أبيا ملك يهوذا، وانهزم إسرائيل أمام يهوذا، هزيمة جعلت مملكة إسرائيل لا تقوم لها قائمة فيما بعد.
لاحظ معي كيف أن الهتاف هو القوة الهائلة التي أعطت انتصاراً عظيماً علي الأعداء. (اقرأ 2 أخ 13: 13-20).
ولذلك فإن كل تعبد للرب يجب أن يكون مصحوباً بقوة الفرح والهتاف، لكي نهزم أعداءنا الروحيين، ونمتلك أرضاً جديدة من تحت أيديهم.
ليت الرب يعمل بروحه في القلوب، لتشدوا له وتتعبد بفرح وهتاف. فإن فرح الرب هو قوتنا. (نح 8: 10) وهو سر نصرتنا.
اسحق جاد اسحق