في إحدى القنوات الفضائية كان خادم الرب المشهور د. (م. ص) يجيب عن أسئلة المشاهدين الذين كانوا يتصلون به هاتفياً. وكانت الإجابات رائعة. ولكن فجأة تغير الحال، إذ جاء سؤال من أحد المشاهدين يقول: "هل الصلاة تعمل المعجزات؟ وهل تغير فكر الله؟ كانت إجابة الخادم الشهير صادمة لي! إذ كانت كالآتي:
"إن صلاتنا ليست لها علاقة بما سينفذه الله لنا، وإن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل المعجزات! لأن الله لا يأتمر بأوامرنا، ولن ينفذ إلا ما قصده في نفسه! ونحن لا يجب أن نصلي لأجل عمل معجزة .. بل دائماً نصلي وننتظر مشيئة الله فقط لا غير.. !
أخي العزيز .. أولاً اتفق معك في أننا يجب أن ننتظر مشيئة الله في كل أمور حياتنا، فهي دائماً صالحة ومرضية وكاملة (رو 12: 2) ولكن، صدقني لن يتمم الله مشيئته في حياتنا، إلا من خلال الصلاة. وكما قال "واتشمان ني": "إن الصلاة هي القضبان الحديدية التي تسير عليها قاطرة مشيئة الله. إذاً ما هي قيمة الصلاة إذا كانت إرادة الله لابد أنها ستنفذ، سواء صلينا أم لم نصل؟ ألا يقودنا ذلك إلي اليأس والإحباط والاستسلام، طالما أن النتيجة النهائية معينة مسبقاً ولا طائل من صلاتنا التي لن تغير شيئاً من الأمر! ألا يُعد هذا أمراً خطيراً يا خادم الله، أن تقود كل الذين يسمعونك ويشاهدونك، إلي الاستسلام للأمر الواقع؟! هل الله لا تهمه مشاعرنا، ومهما بذلنا من جهد في الصلاة والتضرع، هل ذلك لن يغير من الأمر شيئاً، بل ما كتب قد كتب؟!
وإني أسألك – يا خادم الرب- عدة أسئلة، من خلال كلمة الله:-
ألم تجعل صلاة ودموع وانكسار وإذلال حزقيا أمام الرب، أن يتعاطف الرب معه ويشفيه، ويضيف علي أيامه خمس عشرة سنة؟! فلو لم يصل حزقيا ويبكي ويجعل وجهه نحو الحائط، فهل كان الله سيزيد علي أيامه 15 سنة؟
ثم ما معنى الآية القائلة "إن طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها؟" (يع 5: 16) معنى ذلك أن هناك صلاة لا تقتدر وصلاة أخرى تقتدر كثيراً! ولم يقل الكتاب إن طلبة المؤمنين تقتدر كثيراً، بل طلبة البار. ومعنى هذا أن الصلاة لا تتوقف علي مشيئة الله لوحدها في الاستجابة، بل هناك عامل آخر وهو حالة المؤمن الأدبية ..
ثم لماذا يذكر الكتاب أن الكنيسة صارت منها صلاة بلجاجة إلي الله لأجل بطرس. وقد تحرك الله وأرسل ملاكه وأخرج بطرس من السجن بمعجزة؟!
غريب يا خادم الرب هذا التعبير، إن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل معجزات! هلي ضميرك المسيحي مستريح لهذه العبارة؟ هل لم تقرأ في سفر أعمال الرسل (9: 40) عندما صلي بطرس جاثياً علي ركبتيه، ثم التفت إلي الجسد وقال: "طابيثا قومي!" وقامت طابيثا من الموت!
هل الصلاة هنا لم تعمل معجزة؟ كان من الممكن أن يقول الكتاب – حسب رأيك – ثم صلى بطرس وقال: يا رب إن كانت مشيئتك أن تقوم طابيثا، لتكن مشيئتك! ألم تقرأ يا عزيزي هذه الآية: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني" (نش 6: 5).
وماذا عن يعقوب؟ لقد جاهد مع الله. "جاهد مع الملاك وغلبه" (هو 6: 5) لقد صارعه إنسان حتى طلوع الفجر .. (تك 32) .. هناك أظهر يعقوب ثلاث صفات: القوة – الجهاد – المصارعة. وهذه الثلاث قادت يعقوب إلي الغلبة .. والانتصار. أي عمل معجزة! فقد باركه الرب.
أيضاً يقول الكتاب عن إيليا بأنه كان إنسان تحت الآلام مثلنا. وصلى صلاة أن لا تمطر ثلاث سنين وستة أشهر،ثم صلى أيضاً فأعطت الأرض مطراً!! (يع 5: 17، 18) فهل قفل السماء، ثم فتحها، لم يرتق في نظرك – يا عزيزي – إلي درجة معجزة؟ وهل هذه المعجزة تمت بالصلاة أو بدون الصلاة؟!
أخيراً يا عزيزي، أرجو عدم خلط الأوراق بين أننا يجب أن ننتظرارادة الله ونحن نصلي، وبين ضرورة أن تكون هناك ثقة ونحن نصلي إلي إلهنا، الذي يستجيب الصلوات حتى لو تأنى.
صدقني يا أخي، عن اختبار، إن صلاتنا المصحوبة بالدموع تحرك يد الله لعمل المعجزات!
إن هذه الجملة التي قيلت في غفلة من الذهن المستنير، لهي كارثة! فهي كفيلة بأن تجعلنا نغوص في بحار من اليأس. لأن إلهنا ليس عنده وعد مضمون بإجابة طلباتنا، ومهما صلينا، فصلاتنا ليس لها أي تأثير عليه!! وهذه أيضاً تعد إساءة مباشرة له .. تبارك اسمه.
إن الرب يسمع عندما أدعوه "هذا المسكين صرخ، والرب استمعه، ومن كل ضيقه خلصه" (مز 34: 6)
بقى أن أقول أني أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلي خادم الرب الذي نحن بصدد الرد علي أقواله، فهو خادم متميز في خدمته التي أثرت كثيراً في حياة الكثيرين .. لكن – كما يقال- "لكل جواد كبوة" ونحن جميعاً كبشر لنا أخطاؤنا. وكما قال يعقوب: "لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" فيا ليتنا تكون لنا شجاعة الاعتراف بالخطأ، وإعادة تصحيحه .. لكي يرجع المجد أولاً وأخيراً لإلهنا.
"إن صلاتنا ليست لها علاقة بما سينفذه الله لنا، وإن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل المعجزات! لأن الله لا يأتمر بأوامرنا، ولن ينفذ إلا ما قصده في نفسه! ونحن لا يجب أن نصلي لأجل عمل معجزة .. بل دائماً نصلي وننتظر مشيئة الله فقط لا غير.. !
أخي العزيز .. أولاً اتفق معك في أننا يجب أن ننتظر مشيئة الله في كل أمور حياتنا، فهي دائماً صالحة ومرضية وكاملة (رو 12: 2) ولكن، صدقني لن يتمم الله مشيئته في حياتنا، إلا من خلال الصلاة. وكما قال "واتشمان ني": "إن الصلاة هي القضبان الحديدية التي تسير عليها قاطرة مشيئة الله. إذاً ما هي قيمة الصلاة إذا كانت إرادة الله لابد أنها ستنفذ، سواء صلينا أم لم نصل؟ ألا يقودنا ذلك إلي اليأس والإحباط والاستسلام، طالما أن النتيجة النهائية معينة مسبقاً ولا طائل من صلاتنا التي لن تغير شيئاً من الأمر! ألا يُعد هذا أمراً خطيراً يا خادم الله، أن تقود كل الذين يسمعونك ويشاهدونك، إلي الاستسلام للأمر الواقع؟! هل الله لا تهمه مشاعرنا، ومهما بذلنا من جهد في الصلاة والتضرع، هل ذلك لن يغير من الأمر شيئاً، بل ما كتب قد كتب؟!
وإني أسألك – يا خادم الرب- عدة أسئلة، من خلال كلمة الله:-
ألم تجعل صلاة ودموع وانكسار وإذلال حزقيا أمام الرب، أن يتعاطف الرب معه ويشفيه، ويضيف علي أيامه خمس عشرة سنة؟! فلو لم يصل حزقيا ويبكي ويجعل وجهه نحو الحائط، فهل كان الله سيزيد علي أيامه 15 سنة؟
ثم ما معنى الآية القائلة "إن طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها؟" (يع 5: 16) معنى ذلك أن هناك صلاة لا تقتدر وصلاة أخرى تقتدر كثيراً! ولم يقل الكتاب إن طلبة المؤمنين تقتدر كثيراً، بل طلبة البار. ومعنى هذا أن الصلاة لا تتوقف علي مشيئة الله لوحدها في الاستجابة، بل هناك عامل آخر وهو حالة المؤمن الأدبية ..
ثم لماذا يذكر الكتاب أن الكنيسة صارت منها صلاة بلجاجة إلي الله لأجل بطرس. وقد تحرك الله وأرسل ملاكه وأخرج بطرس من السجن بمعجزة؟!
غريب يا خادم الرب هذا التعبير، إن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل معجزات! هلي ضميرك المسيحي مستريح لهذه العبارة؟ هل لم تقرأ في سفر أعمال الرسل (9: 40) عندما صلي بطرس جاثياً علي ركبتيه، ثم التفت إلي الجسد وقال: "طابيثا قومي!" وقامت طابيثا من الموت!
هل الصلاة هنا لم تعمل معجزة؟ كان من الممكن أن يقول الكتاب – حسب رأيك – ثم صلى بطرس وقال: يا رب إن كانت مشيئتك أن تقوم طابيثا، لتكن مشيئتك! ألم تقرأ يا عزيزي هذه الآية: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني" (نش 6: 5).
وماذا عن يعقوب؟ لقد جاهد مع الله. "جاهد مع الملاك وغلبه" (هو 6: 5) لقد صارعه إنسان حتى طلوع الفجر .. (تك 32) .. هناك أظهر يعقوب ثلاث صفات: القوة – الجهاد – المصارعة. وهذه الثلاث قادت يعقوب إلي الغلبة .. والانتصار. أي عمل معجزة! فقد باركه الرب.
أيضاً يقول الكتاب عن إيليا بأنه كان إنسان تحت الآلام مثلنا. وصلى صلاة أن لا تمطر ثلاث سنين وستة أشهر،ثم صلى أيضاً فأعطت الأرض مطراً!! (يع 5: 17، 18) فهل قفل السماء، ثم فتحها، لم يرتق في نظرك – يا عزيزي – إلي درجة معجزة؟ وهل هذه المعجزة تمت بالصلاة أو بدون الصلاة؟!
أخيراً يا عزيزي، أرجو عدم خلط الأوراق بين أننا يجب أن ننتظرارادة الله ونحن نصلي، وبين ضرورة أن تكون هناك ثقة ونحن نصلي إلي إلهنا، الذي يستجيب الصلوات حتى لو تأنى.
صدقني يا أخي، عن اختبار، إن صلاتنا المصحوبة بالدموع تحرك يد الله لعمل المعجزات!
إن هذه الجملة التي قيلت في غفلة من الذهن المستنير، لهي كارثة! فهي كفيلة بأن تجعلنا نغوص في بحار من اليأس. لأن إلهنا ليس عنده وعد مضمون بإجابة طلباتنا، ومهما صلينا، فصلاتنا ليس لها أي تأثير عليه!! وهذه أيضاً تعد إساءة مباشرة له .. تبارك اسمه.
إن الرب يسمع عندما أدعوه "هذا المسكين صرخ، والرب استمعه، ومن كل ضيقه خلصه" (مز 34: 6)
بقى أن أقول أني أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلي خادم الرب الذي نحن بصدد الرد علي أقواله، فهو خادم متميز في خدمته التي أثرت كثيراً في حياة الكثيرين .. لكن – كما يقال- "لكل جواد كبوة" ونحن جميعاً كبشر لنا أخطاؤنا. وكما قال يعقوب: "لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" فيا ليتنا تكون لنا شجاعة الاعتراف بالخطأ، وإعادة تصحيحه .. لكي يرجع المجد أولاً وأخيراً لإلهنا.
د. شهدي جاد