يتلخص الهدف النهائي لعمل الأرواح الشريرة في هزيمة خطة الله، وقصده من نحو خليقته بكل الوسائل.
لقد حاول الشيطان أن يفعل هذا بإفساد البشرية في مصدرها الأول (تك 3: 1) بينما الله بعلمه السابق أعد خطته للفداء بيسوع المسيح.
وعندما أتى المسيح إلي الأرض أراد الشيطان أن يحقق هدفه بمهاجمة الفادي نفسه، فيبدأ العمل من خلال هيرودس لكي يقتل الطفل يسوع في مهده. (مت 2: 1- 15) ثم تعرض لإرسالية يسوع وحاول أن يغريه بتركها وإهمالها، وفشل أيضاً. (مت 4: 1- 11) ثم حاول أخيراً من خلال يهوذا الأسخريوطي أن يسلم يسوع إلي الموت والتخلص منه، فنجح ظاهرياً. (يو 13: 2) لكنه لم يكن يعلم أن الموت نفسه سيكون هو السلاح الذي سيُهزم به. وقد فشل أخيراً (عب 2: 14).وبسبب فشل الشيطان الذريع في منع أو تعطيل خطة الله لخلاص الإنسان، فإنه يركز الآن خطته ومحاولاته علي أفراد بعينهم لكي يقتنصهم لإرادته، ويسقطهم من نعمة الله المخلصة (1بط 5: 8) ولأن الشيطان مخلوق محدود، فهو لا يستطيع إنجاز المهام بمفرده (فهو لا يملك إمكانية التواجد في كل مكان) وهو لذلك يطلب مساعدة أرواح شريرة أقل قوة منه، يشار إليهم بأنهم ملائكته، وهم الذين يقومون بمهاجمة الأفراد علي ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: العقل:
حيث يهاجم الشيطان عقولنا وأذهاننا من خلال التعاليم الكاذبة والزائفة،فلا جدال انه كاذب ومضل (يو 8: 44، رؤ 12: 9، 20: 3) بل أن بدايته مع الجنس البشري كانت الكذب الموجه لكلمة الله (تك 3: 4- 5، لو 8: 12)
إن الشيطان في إمكانه أن يغير شكله إلي شبه ملاك نور (2كو 11: 13- 15) وأن يعمي أذهان غير المؤمنين (2كو 4: 4) وتعتمد استراتيجية الشيطان علي الخطط والمكائد الخادعة والخبيثة (2كو 6: 11، أف 6: 11) كما أنه يعمل من خلال الأنبياء الكذبة (2 أي 18: 21، 1يو 4: 1- 3) ومن خلال الديانات الوثنية (1كو 10: 14- 22، تث 7: 21- 23، 1تس 2: 9، رؤ 16: 41)
المستوى الثاني: الإرادة:
حيث يهاجم إرادتنا بتعريضها للتجربة. ولأنه شرير فهو يريدنا أن نشاركه الخطية، وبالتالي نتقاسم معه دينونته الأبدية (مت 25: 41) فهو يضع ضغوطاً علي إرادتنا ليقودنا إلي التصرف بطرق خاطئة. إن الشيطان قد يحتكر اللا وعي، أو الحس الباطني Subconscious ويضع إيحاءات تؤثر علي أفكارنا، حيث يقول يوحنا شارحاً هذا الأمر: "فحين كان العشاء ألقى الشيطان في قلب يهوذا الإسخريوطي أن يسلمه" (يو 13: 2) غير أن الدارس لكلمة الله يعرف أن هذا كان يحدث من خلال خطة الله وسلطانه. إلا أن كلمة الله توضح أيضاً أن الشيطان يشعل النار في شهوتنا الخاطئة، مستغلاً كذلك ضعفنا الجسدي والروحي. كما يعمل الشيطان من خلال الأفراد الذين تتوافق ميولهم مع اتجاهاته. ويقول كاتب: "شرح أصول الإيمان": إن وساوس الشيطان تبعدنا عن المسيح وتضع آخر مكانه (2كو 4: 4).
المستوى الثالث: الجسد:
حيث يهاجم أجسادنا من خلال التحكم فيها فيما يعرف بالتسلط، أو سكنى الشيطان Demon Possession بينما المصطلح الأفضل Demonization أي شيطنة المرء. حيث يوضح الكتاب المقدس أن الشيطان وملائكته بإمكانهم التأثير في جوانب من العالم المادي (أي 1: 12- 19) وبإمكانهم أن يسببوا بعض الأمراض الجسدية (أي 2: 4- 7) بحضورهم الحقيقي Very Presence داخل الجسد Within the Body (مت 9: 32- 33، 12: 22، لو 13: 11- 16) حيث يمكنهم أن يحدثوا فيه (أي في الجسد )تأثيرات واضطرابات وآلام جسدية وعقلية وروحية . وعندما يتحكم في الجسد يكون قد أحكم سيطرته علي الجهاز العصبي، فعندما يدخل الشيطان جسد الإنسان يمكنه التحكم في عقل وإرادة ذلك الشخص، وأن يأتي إليه بأفكار وكلمات وأفعال بحسب أهوائه. وبعيداً عن عبث المدارس اللاهوتية المتحررة، وعدم الالتزام بحرفية الوحي المقدس ووضوحه، فلابد أن نقرر الآتي:
إن الرسول بطرس يتحدث عما فعله يسوع المسيح في أيام خدمته قائلاً: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أع 10: 38) وتذكر لنا الأناجيل عدداً من الحوادث والقصص التي تؤكد أن الشفاء لم يكن المقصود به الشفاء الروحي فقط، بل الجسدي أيضاً مثل:
1- إخراج الشياطين من مجنون كورة الجرجسيين (مت 8: 28- 33).
2- شفاء الرجل الذي به روح نجس وإخراج الروح النجس منه (لو 4: 31- 37).
3- شفاء كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وإخراج شياطين كثيرة (مر 1: 34) ويكرر البشير مرقس في ذات الإصحاح الإشارة للمرة الثالثة قائلاً: "فكان يكرز في مجامعهم، في كل الجليل، ويخرج الشياطين" (مر 1: 39) وواضح من خلال كلمة الله، أنه كان هناك تفريق صريح بين كون الناس مرضى فقط، أو مرضى بسبب سكنى الشياطين في أجسادهم.
4- الأرواح النجسة خضعت للرب يسوع، واعترفت بسلطانه وبكونه ابن الله. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له "وصرخت قائلة أنت ابن الله" (مر 3: 11)
5- بإخراج الرب يسوع الشيطان من الأخرس المجنون، تكلم الأخرس وشفى من جنونه! (مت 9: 33- 34).
6- شفي الرب يسوع المجنون الأعمى الأخرس بإخراج الشياطين منه (مت 12: 22) بمعنى أن سكنى الشياطين في هذا الإنسان إصابته بثلاثة أمراض مستعصية: الجنون والعمى والخرس.
7- شفى الرب يسوع المصروع بإخراج الشياطين منه (مت 17: 15- 18)
8- المرأة المنحنية التي قيدها الشيطان بالضعف والانحناء الجسدي، حلها الرب من رباط الشيطان وقيده، فاستقام جسدها. (لو 13: 11- 17) واستعادت شكل جسدها الطبيعي.
والقارئ العادي والدارس المخلص لكلمة الله، يجد أن العينات السابقة لا تتحدث عن أوهام أو خيالات أو هلاوس نفسية بل عن كائنات روحية شريرة سكنت أجساد وعقول البشر غير المؤمنين، فأمرضتها وأزعجتها وقيدتها وأخرستها وأعمتها! وأن الرب يسوع بسلطانه الإلهي، وسلطانه الممنوح لتلاميذه ورسله، وواضح جلي أن له ولتلاميذه المؤمنين به السيادة والسلطان والنصرة الكاملة علي الشيطان وأعوانه وأرواحه وأعماله. "ودعا تلاميذه الأثنى عشر وأعطاهم سلطاناً علي جميع الشياطين، وشفاء أمراض" (لو 9: 10) (انظر أيضاً مت 10: 9- 10)
ولابد أن نعرف أيضاً أن الشيطان ليس سبباً لكل مرض يمرض به الإنسان، فهناك أمراض كثيرة جداً قد يكون مصدرها الإنسان نفسه، بسوء استخدامه لعطايا الله له، ولسوء استخدامه لجسده، أو ميكروبات وجراثيم وفيروسات .. إلخ وأمور أخرى مصدرها الله لأسباب كثيرة ومتنوعة، ولا علاقة لها إطلاقاً بأي أذى شيطاني، بل لتعاملات خاصة يرغب الله أن يتعاملها مع الإنسان (1كو 11: 30).
والسؤال الذي يتبادر إلي أذهاننا الآن هو: هل الشيطان وملائكته مازالوا يعملون حتى اليوم؟ والإجابة نعم، وعلي المستويات الثلاثة السابقة، ولكن القضية المثيرة للجدل هي: هل يمكن للشياطين أن تغزوا أجسادنا في عصرنا الحديث؟ والإجابة أيضاً نعم.
إن البعض يعتقدون أن ظاهرة سكنى الشيطان في أجساد البشر، كانت في القرن الأول الميلادي، ثم انتهت بانتهاء العصر الرسولي، وقد يؤسس هذا الرأي علي أن المسيح بمجيئه الأول وموته وقيامته قد قيد إبليس (مت 12: 22) وهو علي ما يبدو رد علي فكرة سكنى الشيطان، أو تأثيره علي الجسد الإنساني.
ولكننا نرفض فكرة القمع الكامل أو الانتهاء الكلي للنشاط الشيطاني بأكمله، غير أن معركته ضد المؤمنين، معركة خاسرة، وفي موت المسيح الكفاري عنا، وغفرانه لخطايانا، أصبحت حقيقة نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية لا جدال فيها، لكن هذا لا يمنع أن إبليس مازال أسداً يزمجر يبحث عن ضحاياه من المؤمنين ليردهم ويضلهم وليهلكهم (1بط 5: 8) ومازال يمارس دوراً فاعلاً وقوياً في حياة غير المؤمنين، الذين تصفهم كلمة الله بأنهم "أبناء المعصية" (أف 2: 2).
لقد حاول الشيطان أن يفعل هذا بإفساد البشرية في مصدرها الأول (تك 3: 1) بينما الله بعلمه السابق أعد خطته للفداء بيسوع المسيح.
وعندما أتى المسيح إلي الأرض أراد الشيطان أن يحقق هدفه بمهاجمة الفادي نفسه، فيبدأ العمل من خلال هيرودس لكي يقتل الطفل يسوع في مهده. (مت 2: 1- 15) ثم تعرض لإرسالية يسوع وحاول أن يغريه بتركها وإهمالها، وفشل أيضاً. (مت 4: 1- 11) ثم حاول أخيراً من خلال يهوذا الأسخريوطي أن يسلم يسوع إلي الموت والتخلص منه، فنجح ظاهرياً. (يو 13: 2) لكنه لم يكن يعلم أن الموت نفسه سيكون هو السلاح الذي سيُهزم به. وقد فشل أخيراً (عب 2: 14).وبسبب فشل الشيطان الذريع في منع أو تعطيل خطة الله لخلاص الإنسان، فإنه يركز الآن خطته ومحاولاته علي أفراد بعينهم لكي يقتنصهم لإرادته، ويسقطهم من نعمة الله المخلصة (1بط 5: 8) ولأن الشيطان مخلوق محدود، فهو لا يستطيع إنجاز المهام بمفرده (فهو لا يملك إمكانية التواجد في كل مكان) وهو لذلك يطلب مساعدة أرواح شريرة أقل قوة منه، يشار إليهم بأنهم ملائكته، وهم الذين يقومون بمهاجمة الأفراد علي ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: العقل:
حيث يهاجم الشيطان عقولنا وأذهاننا من خلال التعاليم الكاذبة والزائفة،فلا جدال انه كاذب ومضل (يو 8: 44، رؤ 12: 9، 20: 3) بل أن بدايته مع الجنس البشري كانت الكذب الموجه لكلمة الله (تك 3: 4- 5، لو 8: 12)
إن الشيطان في إمكانه أن يغير شكله إلي شبه ملاك نور (2كو 11: 13- 15) وأن يعمي أذهان غير المؤمنين (2كو 4: 4) وتعتمد استراتيجية الشيطان علي الخطط والمكائد الخادعة والخبيثة (2كو 6: 11، أف 6: 11) كما أنه يعمل من خلال الأنبياء الكذبة (2 أي 18: 21، 1يو 4: 1- 3) ومن خلال الديانات الوثنية (1كو 10: 14- 22، تث 7: 21- 23، 1تس 2: 9، رؤ 16: 41)
المستوى الثاني: الإرادة:
حيث يهاجم إرادتنا بتعريضها للتجربة. ولأنه شرير فهو يريدنا أن نشاركه الخطية، وبالتالي نتقاسم معه دينونته الأبدية (مت 25: 41) فهو يضع ضغوطاً علي إرادتنا ليقودنا إلي التصرف بطرق خاطئة. إن الشيطان قد يحتكر اللا وعي، أو الحس الباطني Subconscious ويضع إيحاءات تؤثر علي أفكارنا، حيث يقول يوحنا شارحاً هذا الأمر: "فحين كان العشاء ألقى الشيطان في قلب يهوذا الإسخريوطي أن يسلمه" (يو 13: 2) غير أن الدارس لكلمة الله يعرف أن هذا كان يحدث من خلال خطة الله وسلطانه. إلا أن كلمة الله توضح أيضاً أن الشيطان يشعل النار في شهوتنا الخاطئة، مستغلاً كذلك ضعفنا الجسدي والروحي. كما يعمل الشيطان من خلال الأفراد الذين تتوافق ميولهم مع اتجاهاته. ويقول كاتب: "شرح أصول الإيمان": إن وساوس الشيطان تبعدنا عن المسيح وتضع آخر مكانه (2كو 4: 4).
المستوى الثالث: الجسد:
حيث يهاجم أجسادنا من خلال التحكم فيها فيما يعرف بالتسلط، أو سكنى الشيطان Demon Possession بينما المصطلح الأفضل Demonization أي شيطنة المرء. حيث يوضح الكتاب المقدس أن الشيطان وملائكته بإمكانهم التأثير في جوانب من العالم المادي (أي 1: 12- 19) وبإمكانهم أن يسببوا بعض الأمراض الجسدية (أي 2: 4- 7) بحضورهم الحقيقي Very Presence داخل الجسد Within the Body (مت 9: 32- 33، 12: 22، لو 13: 11- 16) حيث يمكنهم أن يحدثوا فيه (أي في الجسد )تأثيرات واضطرابات وآلام جسدية وعقلية وروحية . وعندما يتحكم في الجسد يكون قد أحكم سيطرته علي الجهاز العصبي، فعندما يدخل الشيطان جسد الإنسان يمكنه التحكم في عقل وإرادة ذلك الشخص، وأن يأتي إليه بأفكار وكلمات وأفعال بحسب أهوائه. وبعيداً عن عبث المدارس اللاهوتية المتحررة، وعدم الالتزام بحرفية الوحي المقدس ووضوحه، فلابد أن نقرر الآتي:
إن الرسول بطرس يتحدث عما فعله يسوع المسيح في أيام خدمته قائلاً: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أع 10: 38) وتذكر لنا الأناجيل عدداً من الحوادث والقصص التي تؤكد أن الشفاء لم يكن المقصود به الشفاء الروحي فقط، بل الجسدي أيضاً مثل:
1- إخراج الشياطين من مجنون كورة الجرجسيين (مت 8: 28- 33).
2- شفاء الرجل الذي به روح نجس وإخراج الروح النجس منه (لو 4: 31- 37).
3- شفاء كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وإخراج شياطين كثيرة (مر 1: 34) ويكرر البشير مرقس في ذات الإصحاح الإشارة للمرة الثالثة قائلاً: "فكان يكرز في مجامعهم، في كل الجليل، ويخرج الشياطين" (مر 1: 39) وواضح من خلال كلمة الله، أنه كان هناك تفريق صريح بين كون الناس مرضى فقط، أو مرضى بسبب سكنى الشياطين في أجسادهم.
4- الأرواح النجسة خضعت للرب يسوع، واعترفت بسلطانه وبكونه ابن الله. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له "وصرخت قائلة أنت ابن الله" (مر 3: 11)
5- بإخراج الرب يسوع الشيطان من الأخرس المجنون، تكلم الأخرس وشفى من جنونه! (مت 9: 33- 34).
6- شفي الرب يسوع المجنون الأعمى الأخرس بإخراج الشياطين منه (مت 12: 22) بمعنى أن سكنى الشياطين في هذا الإنسان إصابته بثلاثة أمراض مستعصية: الجنون والعمى والخرس.
7- شفى الرب يسوع المصروع بإخراج الشياطين منه (مت 17: 15- 18)
8- المرأة المنحنية التي قيدها الشيطان بالضعف والانحناء الجسدي، حلها الرب من رباط الشيطان وقيده، فاستقام جسدها. (لو 13: 11- 17) واستعادت شكل جسدها الطبيعي.
والقارئ العادي والدارس المخلص لكلمة الله، يجد أن العينات السابقة لا تتحدث عن أوهام أو خيالات أو هلاوس نفسية بل عن كائنات روحية شريرة سكنت أجساد وعقول البشر غير المؤمنين، فأمرضتها وأزعجتها وقيدتها وأخرستها وأعمتها! وأن الرب يسوع بسلطانه الإلهي، وسلطانه الممنوح لتلاميذه ورسله، وواضح جلي أن له ولتلاميذه المؤمنين به السيادة والسلطان والنصرة الكاملة علي الشيطان وأعوانه وأرواحه وأعماله. "ودعا تلاميذه الأثنى عشر وأعطاهم سلطاناً علي جميع الشياطين، وشفاء أمراض" (لو 9: 10) (انظر أيضاً مت 10: 9- 10)
ولابد أن نعرف أيضاً أن الشيطان ليس سبباً لكل مرض يمرض به الإنسان، فهناك أمراض كثيرة جداً قد يكون مصدرها الإنسان نفسه، بسوء استخدامه لعطايا الله له، ولسوء استخدامه لجسده، أو ميكروبات وجراثيم وفيروسات .. إلخ وأمور أخرى مصدرها الله لأسباب كثيرة ومتنوعة، ولا علاقة لها إطلاقاً بأي أذى شيطاني، بل لتعاملات خاصة يرغب الله أن يتعاملها مع الإنسان (1كو 11: 30).
والسؤال الذي يتبادر إلي أذهاننا الآن هو: هل الشيطان وملائكته مازالوا يعملون حتى اليوم؟ والإجابة نعم، وعلي المستويات الثلاثة السابقة، ولكن القضية المثيرة للجدل هي: هل يمكن للشياطين أن تغزوا أجسادنا في عصرنا الحديث؟ والإجابة أيضاً نعم.
إن البعض يعتقدون أن ظاهرة سكنى الشيطان في أجساد البشر، كانت في القرن الأول الميلادي، ثم انتهت بانتهاء العصر الرسولي، وقد يؤسس هذا الرأي علي أن المسيح بمجيئه الأول وموته وقيامته قد قيد إبليس (مت 12: 22) وهو علي ما يبدو رد علي فكرة سكنى الشيطان، أو تأثيره علي الجسد الإنساني.
ولكننا نرفض فكرة القمع الكامل أو الانتهاء الكلي للنشاط الشيطاني بأكمله، غير أن معركته ضد المؤمنين، معركة خاسرة، وفي موت المسيح الكفاري عنا، وغفرانه لخطايانا، أصبحت حقيقة نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية لا جدال فيها، لكن هذا لا يمنع أن إبليس مازال أسداً يزمجر يبحث عن ضحاياه من المؤمنين ليردهم ويضلهم وليهلكهم (1بط 5: 8) ومازال يمارس دوراً فاعلاً وقوياً في حياة غير المؤمنين، الذين تصفهم كلمة الله بأنهم "أبناء المعصية" (أف 2: 2).
د. القس صفاء داود فهمي