الأب باسيليوس
راعى كاتدرائية الكاثوليك
بالمنيا
إقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى ( رؤ 2 : 4 ، 5 )
" لكن عندى عليك : أنك تركت محبتك الأولى
، فاذكر من أين سقطت وتُب ، وأعمل الأعمال الأولى ، والا فإنى أتيك عن قريب وأزحزح
من مكانها إن لم تتب "
وفى السفر نفسه ( رؤ 3 : 3 )
" فأذكر كيف أخذت وسمعت ، واحفظ وتب ،
فإنى إن لم تسهر أقدم عليك كلص ، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك "
وأيضاً فى ( 3 : 15 ، 16 )
" أنا عارف أعمالك ، انك لست بارداً
ولا حاراً . ليتك كنت بارداً أو حاراً . هكذا لانك فاتر ولست بارداً أو حاراً ،
أنا مزمع أن أتقيأك من فمى "
هذه الكلمات هى كلمات تحذير " المحب
" الذى يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون " ( 1 تى 2 :
4 ) فمشيئة الله أن لا يُهلك أحداً . فمهما كانت عشرتك مع الرب . ومهما كانت قامتك
الروحية .. إحذر أن تقع فى شباك إبليس . فالكلمة تعلن : " من هو قائم فلينظر
أن لا يسقط " ( 1 كو 10 : 12 )
+ رسالة التحذير الأولى : إحذر برودة القلب :
هل تسمع العديد من العظات الروحية ، ولك معرفة جيدة بآيات الكتاب المقدس ، وإلمام
بطرق ووسائل الصلاة المختلفة ؟ لكن ـ رغم ذلك انتبه أن تتحول حياتك الروحية إلى
مجرد معرفة ذهنية وممارسات لا تخرج من القلب . فعندما تصلى هل تفهم ما تقول ؟ وهل
ترغب فى أن تطيع كلمة الله ، على الرغم من تعارضها مع رغباتك الشخصية ؟ أم تصبح
صلاتك مجرد كلمات نابعة من قلب بارد .. ؟ .. كثيراً ما نصلى ، ولكنها صلاة باردة
غير مؤثرة ، ولا تصل إلى قلب الله ..
+ لكن الحرارة الروحية هى وعى كامل بحضور
الله ، ورغبة حقيقية فى التغيير ، والإنتقال إلى حياة أفضل ..
عزيزى القارئ .. إحذر أن تتحول صلواتك
زعلاقتك بالرب إلى ممارسات روتينية أو طقوس تعودت أن تؤديها ، ربما فقدت ذاتك وسط
ضجيج العالم ، وتركت محبتك الأولى دون أن تشعر . اطلب من الروح القدس أن يكشف لك
أعمالك الأولى ، ويرشدك لكيفية العودة إليها..
+ رسالة التحذير الثانية : إحذر أن تتألم
وتبكى فقط !! كثيراً ما نتألم أو تحزن ، لكن إنتبه قد تكون هذه الآلام ليست من
الرب لكنها آلام ابليس ..
ما هى آلام ابليس ؟ هى آلام نتيجة الخطية لكنها لا تدفعك إلى التغيير أو التجديد
، بل تقودك إلى مزيد من الإنحتاء والإحباط . وقد ينتهى بك الحال إلى الإستسلام
لقيود الخطية ..
عزيزى القارئ .. هل مررت بظروف صعبة فى حياتك ؟ أو بلحظات عاتبت فيها الرب
، وتساءلت لماذا يسمح لك بهذه التجارب القاسية دون الآخرين ، على الرغم من أن لك
عشرة معه ؟ لكن إحذر أن يسيطر عليك رثاء النفس . وعندما تتعرض لأى تجارب ردد كلمات
القديس بولس :" فأنى قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما
أنا فيه "( فى 4 : 11 ) فهناك
فترات للشبع ..
+ أيضاً يسمح الرب بفترات للجوع فى حياة الإنسان ، والجوع المقصود ليس
الحاجة إلى إشباع الرغبة فى الطعام ، ولكن قد يكون الجوع هنا هو تعرضك لحرمان ما
فى حياتك ، أو تعرضك للطلم أو الإفتراء ، وغياب إحساسك بالتعزية فى الوقت نفسه
..لكن رغم ذلك إحذر التمادى فى الإحساس بالأم والشكوى ،وجلد الذات
+ رسالة التحذير الثالثة : إحذر العبادة الكاذبة : الشيطان لم يتغير ، ما
زال مخادعاً وكاذباً منذ بدء الخليقة ، ما زال يمثل حرباً قاسية على الإنسان . لكن
الانسان لم يعد يرى ، أو يفهم كيف يعمل الشيطان ! فهو له خدام ، ربما غير ظاهرين ،
وقد يكون لهم شكل التقوى . فالكلمة تعلن :" ولا عجب ، لان الشيطان نفسه يغير
شكله إلى شبه ملاك نور ، فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر
، الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم " ( 2 كو 11 : 14 )
+ عزيزى القارئ ..هل تشعر بالملل عندما تصلى ،أو عندما تسمع كلمة الرب ؟
اذا كان هذا شعورك فاحذر لأن عبادتك أصحبت كاذبة . فاذا جلست مع شخص لا تود الحديث
معه ، فسوف تمل حديثه ، لأنك تصنعت الجلوس
معه ، فأصبح الحديث مملاً . هكذا أيضاً فى علاقتك مع البر ، قد يكون إحساسك بالملل
بسبب إهتمامك الشديد بإمور العالم التى أصبحت تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لك . وكأن
الجلوس مع الرب أصبح ضياعاً للوقت !! بينما تجد متعتك فى الحديث عن التجارة والمال
...
عزيزى القارئ .. هل تشعر أنك تصلى كثيراً ،
ولكنك لا ترى استجابة لصلاتك ؟ . قد يصور لك إبليس أن الله لا يستجيب لصلاتك ،
وتكون النتيجة إنك لا تبتعد عن الله ، ولكن تصبح عبادتك كاذبة . أى تتحول علاقتك
بالرب إلى ممارسات لإرضائه وليس حباً فيه ، ولكى تريح ضميرك تقوم بتنفيذ بعض
الوصايا . وربما تقرأ أيضاً فى الكتاب المقدس ، وتشارك المؤمنين ، وتسمع كلمة الرب
لكن بدون استجابة أو رغبة حقيقية فى التغيير ..
+ رسالة التحذير الرابعة : إحذر إنصاف الحقائق : كثيراً ما يغلف إبليس
الكذب بشئ من الحقيقة ، ومع الأسف تنظر فقط إلى ما يظهره لك من حقيقة ، بينما لا
ترى ما يخفيه من الكذب ورائها .
استطاع إبليس أن
يخدع نفوساً كثيرة ، بأن يخلط الأوراق ، ثم يعرضها مرة أخرى مشوهاً الحقيقة . قد
يأتى اليك هامساً : أن الإنسان عندما يتبع الرب سوف تُحل جميع مشاكله ، وتُشفى كل
أمراضه ، ويعيش سعيداً بدون معاناة ، أو التعرض لأى مشكلات . لكن هذه ليست الحقيقة
كاملة .. نعم الكلمة تعلن :" إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة ، الأشياء العتيقه قد مضت ، هوذا الكل
قد صار جديداً " ( 2 كو 5 : 17 ) . لكن هذه بداية الطريق وليست نهاية الآلام
. وسوف ينتهز الشيطان الفرصة عندما تواجه بعض الصعوبات ، لكى يظهر لك التناقض بين
كلمة الله والواقع المؤلم الذى تعيشه .. سوف يحاول أن يجعلك تتمرد على الله وتتهمه
بالقسوة !
لكن هناك زاوية
أخرى للحقيقة وهى :" إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " ( رو 8 :
17 ) . الله قد لا يمنع الآلام أو المشاكل أن تأتى ناحيتك ، ولكن سوف ترى معونته
أثناء تعرضك للأزمات وحمايته لك ..
. وعندما تسقط
يشجعك ويعين ضعفك لتنهض من جديد .
. وعندما تتعرض
للمرض ، سوف يعطيك قوة الإحتمال والتعزية لقبوله .
. نعم قد تواجه
أسوداً فى العالم ، تزأر من حولك ، وقد يسمح الرب أن تُلقى فى جب الأسود ، لكنه
سيسد أفواهها فلا تضرك . ( دا 6 : 26 )
ولنا تكملة لهذا الموضوع فى العدد القادم .