الترابط الأسرى وأثره على الكنيسة (4)
اللعنات العائلية المتوارثة
نتحدث فى هذه الحلقة عن حقيقة فى غاية الأهمية
من حيث تأثيرها على العلاقة بين الزوجين ، وأيضاً الأنباء ، وهذه الحقيقة هى
اللعنات المتوارثة ، وقد تناولها كبار الكُتاب ، الذين لهم خبرة علمية وروحية فى
هذا المجال . وقد قاموا بشرحها فى بعض الكتب باستفاضة ...
وفى الحقيقة أن الصفات الوراثية مثل الطول أو
لون العينين مثلاً ، تنتقل عن طريق الجينات الوراثية . أما اللعنات العائلية فهي
تنتقل بسبب انغماس الآباء أو الأجداد في خطية معينة ، فنجد الابن أو الحفيد لديه
ميلاً شديداً لفعل هذه الخطية . وربما يكون وراء هذا الميل ، الذى يصل إلى حد
القيد الشيطانى . قد يكون وراؤه سيطرة من الروح الشرير المسئول عن هذه الخطية ،
مثل روح الزنا أو روح الكذب ..
أولاً : خطية الزنا : ونجد مثلاً لها
فى الكتاب المقدس ، فى حياة داود ، وكيف أن سقوطه فى خطية الزنا ، جلب لعنة على
أسرته ، فنجد أن اثنين من أبنائه أصابتهما لعنة هذه الخطية ، فابنه أمنون اشتعلت
شهوته تجاه اخته ثامار ، فاغتصبها !!( 21 صم 13 ) ، ابنه سليمان كان له ألف إمرأة
. التصق بهن بالمحبة( 1 مل 11 : 2
)
. حتى وإن
كانت هذه مشاعر حب ، فبالتأكيد كانت تحركها شهوة جامحة ! .. لقد ورث الابنان خطية
أبيهما ، فأعطيا لروح الزنا الحق فى امتلاك هذه المساحة فى حياة كل منهما ،
وبالتالى انتقلت اللعنة اليهما من أبيهما ( داود ) ، فهو أصل اللعنة مع وجود
إستعداد طبيعى عند سليمان وأمنون لفعل هذه الخطية ..
ثانياً : خطية الكذب : وهذه سقط فيها ابراهيم ، عندما خاف على نفسه .وأنكر
لدى فرعون مصر أن سارة زوجته( تك 12) وكذلك فعل اسحق عند أبيمالك ملك جرار بخصوص
رفقة زوجته . (تك 26) ، وأيضاً يعقوب كذب على اسحق أبيه قائلاً أنه عيسو ، لكى
يحصل على البركة . ( تك 27 ) . ومن هنا نتأكد أن الأمر لم يكن مجرد زرع وحصاد فقط
، لكن لعنة متوارثة بسبب عدم التوبة ..
ملحوظة هامة : أنا لا أعمم فأقول أن سبب هذه الخطايا هى
دائماً لعنات عائلية ، لكنى أدعو كل مستعبد لخطية ما ، أن يصلى طالباً وجه الرب ،
لكى يدرك سبب استبعاده لهذه الخطية ، فان اتضح له انها لعنة انتقلت له من الأب او
الجد ، فعليه أن يصوم ويصلى ، لكى يكسر عنه الرب قيد هذه اللعنة ، وأن يكون ذلك
مصحوباً بتوبة حقيقية ، والإنقطاع تماماً عن أى امور لها علاقة بهذه الخطية .
والإقلاع نهائياً عن أى سلوكيات خاطئة ، كأن يكون عنيداً مع زوجته ، أو بخيلاً مع
أولاده ، أو طماعاً ، أو غضوباً أو تكون الزوجة مسرفة ، أو كاذباً الخ .. وهذه
الأمور ـ فى حالة استمرارها ـ تولد صراعاً فى الأسرة وتجلب المشكلات ..
إننى أدعوك
لأن تقف بأمانة تجاه كل أمر يهدد حياتك الزوجية والعائلية بالخطر .. إن كنت لا تزا
بعيداً عن المسيح ، فياليتك الآن تقبله مخلصاً شخصياً لك ، وأن تكون توبتك بلا
رجوع . ثم اعلن كسر اللعنة عن حياتك فى المسيح ، ولك أن تعرف أن معنى "
قاوموا ابليس " فى الأصل اليونانى هو " مصارعة وجهاً لوجه " وأن
مصارعتنا ليست مع دم ولحم . ( أف 6 : 9 ) " لكننا فى هذه جميعها يعظم
انتصارنا . ( رؤ 8 : 37 ) . عليك أن تجاهد وتصارع من أجل التحرير عن سيطرة أى خطية
على حياتك ..
إيفيت ينى جبرائيل