لقاؤنا فى هذا العدد مع خادم الرب والكارز المعروف د . زكريا استاورو .. هذا الرجل الذى لا يدخر جهداً فى خدمته الكرازية داخل مصر وخارجها .. وجميعنا نشاهده على شاشات القنوات الفضائية ، وهو يقدم رسالة إنجيل المسيح بكل حماس لسامعيه ومشاهديه .. وقد لإنتهزت فرصة زيارته لكنيسة الأخوة بأبى جلبان وطلبت منه أن أدير معه حواراً . فرحب بذلك ..
+ أهلاً بك يا دكتور زكريا .. يسعدنا أن يكون
لنا معك لقاء وحوار . لنشره فى مجلة " المنبر الخمسينى " ، وبداية أطلب
منك أن تقدم نفسك للقراء ..
ـ أسمى بالكامل زكريا استاورو صديق .. طبيب بشرى متخصص فى الأمراض الصدرية
.. ولدت بتاريخ 1 / 5 / 1961 . فى مدينة نجع حمادى ـ قنا . الحالة الإجتماعية ،
متزوج من السيدة / ميرى عادل نصحى ( وهى ابنة خدام الرب د . عادل نصحى ) وعندنا
ابن اسمه يوسف وابنة اسمها أميرة ..
+ متى قبلت المسيح مخلصاً وكيف تم ذلك ؟
ـ حدث ذلك فى يوم 2 / 11 1976 . حيث كنت أحضر إجتماعاً بكنيسة الأخوة بنجع حمادى
. وكان يوجد بها خادم كارز هو الأخ فهمى يوسف .. وقد حصلت على نعمة التجديد
فى هذا الإجتماع ..
+ لماذا تركت عملك كطبيب واتجهت إلى الخدمة ، ومتى حدث ذلك ؟
ـ أنا بدأت أخدم الرب ، بعد تجديدى ، فى القرى المحيطة بالجامعة التى أدرس
بأحدى كلياتها ( كلية الطب ) .. ولما كنت أكرز ربحت نفوساً للمسيح . وذلك شجعنى على
التفرغ للخدمة .. وبعد أن انهيت الخدمة العسكرية كضابط إحتياط ، اتخذت قراراً
بالتفرغ للخدمة ، فقدمت إستقالتى من العمل كطبيب فى مستشفى الأمراض الصدرية بنجع
حمادى . وكان ذلك بتاريخ 2 / 5 / 1992 ..
+ لماذا أخترت الخدمة الكرازية بالذات ؟
ـ أنا لم أختر هذه الخدمة ، ولكن الرب هو الذى حدد لى نوع هذه الخدمة . كما
أنى كنت أرى فى زياراتى للقرى أن نفوساً كثيرة تحتاج أن ندعوها للمسيح المخلص .. وقد ربحت نفوساً كثيرة
للمسيح ، خاصة عن طريق العمل الفردى ..
+ هلى تواجه مقاومة
من الشيطان لإعاقة خدمتك ؟
ـ بالتأكيد الشيطان
شن حرباً على الكارزين ، لأنهم يعملون على إختطاف النفوس منه . ولذا نجد الرسول
بولس يطلب من المؤمنين فى 12 رسالة من رسائله ال 14 أن يصلوا من أجله . وهذا يعنى
أن خادم الرب لابد أن يُقاوم من عدو الخير . ويبذل هذا العدو جهوداً كبيرة محاولاً
تعطيل الخدمة .. وسأذكر هنا موقفاً من المواقف التى فيها أعاق الشيطان الخدمة كنت
ذات مرة فى لبنان ، وكان معى المرنم أيمن كفرونى ، وكانت ترافقنا قناتان فضائيتان
، لإذاعة الإجتماع على الهواء مباشرة هما : سات سفن ، ونور سات . وكان كل شئ معداً
لأن تذاع العبادة والخدمة على الهواء .. ولكن فجأة انقطع التيار الكهربائى . ولم
توجد وسيلة أخرى لتوليد الكهرباء .. لذا أقول : أن الحرب الروحية ضد الكرازة تُحسم
فى غرفة العمليات . أى مخدع الصلاة ..
+ كيف توزع وقتك بين الخدمة والبقاء مع أسرتك
؟
ـ إن ترتيب الأمور مع الخادم يجب أن تكون هكذا : الرب أولاً بمعنى الجلوس
أمامه ، وطلب وجهه بلجاجة من أجل الإمتلاء من الروح القدس فهذا ضرورى كزاد لابد
منه لتقوية الخادم . ولا نجاح فى الخدمة بدون الإمتلاء من الروح القدس ، العائلة
ثانياً : فانا لست مع القائلين أن على الخادم ترك أسرته ، والتجوال فى الخدمة أغلب
الوقت . فأسرة الخادم لها حق عليه . ولا ننسى قول الكتاب فى هذا الصدد : "
يدبر بيته حسناً ... وإنما أن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته ، فكيف يعتنى بكنيسة
الله ؟ " ( ا تى 3 : 4 ، 5 ) الخدمة ثالثاً : نظام الخدمة الذى أسير عليه هو
: أخرج لزيارة بلد ، أو أسافر إلى الخارج ، وبعدها أعود إلى بيتى . وهذا هو خط
سيرى على طول الخط .. فأنا أقتسم الوقت بين الخدمة والأسرة ..
+ ما رأيك فى قيام الإتحاد بين الكنائس المصرية ؟
ـ الاتحاد بين الكنائس المسيحية هو أمر قائم ، ونحن لا نصنعه .
والكتاب يوصينا أن نحفظ
وحدانية الروح فى رباط السلام . ( أف 4 : 3 ) . والمطلوب من المؤمنين العمل على
استمرار الوحدة ..
+ ما رأيك فى أصحاب إتجاه الإنفصال عن المجتمع
؟
ـ توجد كلمتان حول هذا الموضوع هما : إنعزال ـ
ايزوليش isolation
ـ انفصال ـ سيباريش sepratian ـ الإنعزال ، شر من الشرور
الفريسية ، ولا يجب أن المؤمن ينعزل عن العالم ( أنظر 1 كو 5 : 10 ) . والمؤمنون
نور العالم ، وملح الأرض . ولكن الإنفصال يكون عن الشرور التى فى العالم ..
+ هلى واجهتك بعض المواقف الغريبة ، أو
الطريفة فى الخدمة ، وتود أن تذكرها لنا ؟
ـ نعم وسأذكر موقفين حدثا معى فى اثناء
الخدمة :
1 ـ كنت فى أحدى القرى .. وبينما أنا أخدم ذات
ليلة .. فجأة رأيت ثلاثة رجال يدخلون الكنيسة . كان إثنان منهم مسلحين ويتوسطهما
رجل يبدو عليه الشر والإجرام .. وجلس الرجلان المسلحان ، بينما تقدم الثالث
نحوى حتى وصل الى المنبر ، الذى أقف عليه
. ومد يده وأخذ المايك من يدى .. ولم
أتكلم أنا بشئ
لأن منظر الرجل كان مخيفاً .. ومن الغريب أنه بدأ يعظ
الناس ، داعياً إياهم للتوبة والحياة مع الله . وإن عليهم أن يأخذوا منه الدرس
والعبرة ، لأنه عاش فى الشر ،
ولكن لم ينفعه شئ .. وقد تأثر الناس لدى سماعهم هذا الكلام . بل أن بعضهم كان
يبكون تأثراً من كلامه !!
أما الحدث الآخر فكان طريفاً جداً : كنت فى
كنيسة فى أحدى القرى .. وكانت عظتى عن مثل عُرس ابن الملك .. وبينما أنا أتكلم عن
ضرورة حضور وليمة العرس والتمتع بأفراح الوليمة ، فجأة رأيت شخصاً يتقدم إلى
المنبر ، ويقف إلى جانبى وينادى بصوت عالٍ للناس ، مردداً ما يقال فى أفراح أهل
العالم : الفرح وصاحب الفرح .. والعريس والمدعويين .. إلخ .. وقد أضحك الناس
كثيراً ..
+نرجو أن توجه كلمة للقسوس والخدام فى مصر ..
فماذا تقول لهم ؟
ـ أقول للقسوس والخدام : بنظرة واقعية لهذه
الأيام التى نعيشها ، أرى أن الجو مهيئاً للكرازة بانجيل المسيح .. قدموا إنجيل
المسيح للخطاة .. فكلمة الله لا يجب أن تقيد ..