القس : عزيز مرجان
رئيس المجمع
الخمسيني بمصر
" ثم رأيت ملاكاً آخر طائراً في وسط
السماء ومعه بشارة أبدية، ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة
ولسان وشعب " (رؤ 14: 16).
رأى يوحنا
ملاكاً في وسط السماء. وكان هذا الملاك طائراً. ويشير ذلك إلى سرعة تنفيذ ماهو
مكلف به.. ويقول: " معه بشارة أبدية " أي بشارة تحمل الأحداث
المستقبلية للأبدية، وتخص الناس الساكنين على الأرض جميعاً. فيريد الملاك أن يوصل
لهم هذه الرسالة، وهم في وسط الضيق العظيم..وهدف هذه الرسالة له شقان:
الشق الأول:
عندما تصل هذه الرسالة إلى الكنيسة، ستسري في كيانها قوة من الروح القدس، كالسكيب
الأخير والمطر المتاخر، كما عرفنا في (رؤ 12) أن الكنيسة أخذت جناحي النسر، وأيضاً
ظهورالنبيين في ( رؤ11 ) وشهادتهما العظيمة والحصانة التي لهما من الله،
وإنتصارهما على كل من حاول إيذائهما، والتحذير الشديد الموجه
للجراد الخارج من الدخان بألا يضر شيئاً إلا الناس فقط الذين ليس لهم خـــتـــــــــــــــــم
الله عـلى
جــــــــباههم (رؤ9: 4) . وصلوات
القديسين المستجابة مع البخور الذي أعطي للملاك من على
المذبح (رؤ8: 3 و4 )..وهذه الرسالة هي قوة
ستصل للمؤمنين في الضيقة فتنعشهم وتشجعهم..
الشق الثاني: كما أن البشارة تحمل للمؤمنين التشجيع، تحمل إنذارات
وتهديدات للرجوع إلى الرب " قائلاً بصوت عظيم : خافوا الله وأعطوه مجداً،
لأنه قد جاءت ساعة دينونته، واسجدوا لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه
" ( رؤ14: 7 ) إن صوت الملاك عظيم، عندما كان يصل بالرسالة إلى الجميع كي
يسمعها الكل، ولايكون هناك عذرلأحد من ساكني الأرض يقدم حجة بأنها لم تصله.. وتحمل
الرسالة ثلاثة توجيهات :
الأول: "
خافوا الله " كأنه يتحدث إلى المؤمنين أن يوجهوا نظرهم إلى الله، ولا
يعملوا للعدو حساباً ولا
يرهبونه، بل يخافون الله وحده. وقد حدث تجاوب بين نداء
الملاك والمؤمنين
الذين هم على الأرض،
وكانت إستجابة فعلية حقاً، ظهرت في أولئك
الذين غلبوا الوحش (
رؤ15: 4 ) فكان ضمن ترنيمتهم " من لايخافك يارب ويمجد اسمك، لأنك وحدوك قدوس.
لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك "
الثاني: " وأعطوه مجداً
" فمن ذا الذي يعطي المجد لله، إلا الذين يعرفون الله ويخافونه. وهم نفس
الفئة التي كانت تخشى الله (رؤ15: 4 ) يقولون في الترنيمة:"... ويمجدوا
اسمك لأنك وحدك قدوس ". فلغتهم دائماً هي تمجيد اسم الله القدوس .
الثالث:
"... واسجدوا لصانع السماء والأرض و.. ألخ". هذا إعلان وإنذار من
الملاك للأشرار، ليرجعوا عن سجودهم للوحش، ويسجدوا فقط للرب صانع الكل لأنه هو
وحده المستحق كل سجود وتعظيم وإكرام.. ونحن نشكر الرب على عظيم رحمته، لأنه في وسط
الغضب يذكر الرحمة، إذ لاينسى الشرير البعيد عنه فهو يريد أن يحثه بهذه البشارة في
وسط الضيقة العظيمة ليرجع عن شره ويتوب..