الأب باسيليوس ..
راعي كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا
صوت التحذير يرتفع ..راعي كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا
+ تحذيرات الرب مستمرة .
في البداية يتحدث في أذنك ، وبعد ذلك يعلن بصوت أكثر ارتفاعاً " أنتم طاهرون لكن ليس كُلكُم " ( يو 10:13) بدأ صوته يعلو، لكن للأسف مرات يستغل الإنسان صبر الله، ويتمادى في الخطأ، الرب يطيل أناته ويستر على الخاطئ لعله يراجع نفسه .
+ صنع المعجزات ورؤيتها، قد لا يغير حياتك ..
لقد اختبر يهوذا شفاء المرضى، خروج الشياطين باسم يسوع ، كان له هذا السلطان مثل بقية التلاميذ، لكن الكلمة تعلن " أبعدما ابتدأتم بالروح تُكملون الآن بالجسد " ( غلا 3:3 ) ..
يهوذا رأى بعينيه المسيح عندما أقام لعازر من الموت، لكن الكلمة تعلن " ولا إن قام واحد من الأموات يُصدقون " ( لو 31:16 ) عندما يغلق الإنسان قلبه فلن يتأثر برؤية المعجزات، لكن الإيمان البسيط والثقة واستعداد القلب وعدم المعاندة وإتخاذ القرار في الوقت المناسب، يقودك للتغيير .
+إصرار الخاطئ على موقفه ..
الرب له طرق كثيرة من أجل أن يحرك قلب الإنسان، بدأ الــــــــــــــصوت يرتفعأ كثر؛ لكى يصحو ضمير الخاطئ " واحد منكم يسلمني ". لكن مازال القلب قاسياً، بل يخدع نفسه " هل أنا هو يا سيدي؟ " ( مت 25:26 ) إصرار على الخطية، رغم محاولات الرب لكى يُغير موقفه، فإن القلب يقسو، لا يريد أن يتعامل مع صوت الرب، بل يرفضه بإصرار ..
+ مازال الرب يحذر
" ويل لذلك الرّجل الذي به يُسلم ابن الإنسان " ( مت 24:26 ) فهو يحذر من الخطر الآتي، حتى آخر لحظة، الرب يترك التسعة والتسعين خروفاً، ويمد يده للخروف الضال ( لو 4:15 ) ، لكن في الوقت نفسه الذي تمتد فيه يد الرب، وتزداد النعمة، مازال الإصرار على الخطية، الرب يمد يده ليهوذا باللقمة ، لكن الكلمة تعلن " فبعد اللقمة دخله الشيطان" ( يو 27:13 ).
+ قارئي العزيز .عندما يُحدثك الرب للتراجع عن موقف خاطئ، إحذر أن يقسو قلبك، فالكلمة تعلن " اليوم إن سمعتم صوته فلا تُقسوا قلوبكم " ( عب 7:4 ) ، ربما تكون هذه فرصتك الأخيرة، لا تضيعها.
تابع معي ماذا فعل يهوذا ..
+ الفرصة الأخيرة ..
عندما دخل الجنود إلى بستان الزيتون، في لحظة القبض على يسوع ، سألهم " مَنْ تطلبون "( يو 4:18 ) أجابوه " يسوع الناصري " ( يو 5:18 ) فقال لهم الرب يسوع " أنا هو " ( يو 5:18 ). الرب يسوع أعلن عن نفسه، فلا داعي لقبلة يهوذا لإنها أصبحت بلا معنى، الجنود تعرفوا على المتهم وانتهى الأمر، لكن مازال قلبه متحجراً، ومازال إصراره على الخطية، وكأنه يريد أن يثبت حقه في الصفقة لكى يحصل على الأموال المتفق عليها، لا يريد أن يـترك مكافأة الشيطان !
+ الشيطان يعطي مكافآت لمَنْ يتبعوه ، لكنها مكافآت وقتية زائفة تقود للهلاك !
الرب يسوع مازال يحاول، لم ييأس منه، ربما يتراجع عن خطئه في اللحظة الأخيرة، فكلمه قائلاً " يا يهوذا أبقبلة تُسلم ابن الإنسان؟ " ( لو 48:22 ) كلمه الرب باسمه بعدما لم يفد التلميح " يا صاحب لماذا جئت". ( مت 50:26 ) .
+ قارئي الحبيب ...
كثيراً ما يُحدثك الرب بطريقة شخصية، يُذكّرك بمحبتك له، بالأيام التي قضيتها في عِشرة معه، وكأنه يعاتبك " عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى " ( رؤ 4:2 ) ، يُذكّرك عندما كانت صلاتك حارة من قلبك، عندما كان قلبك حساس لصوته، الرب يريد أن يرجع بالذاكرة للوراء ..لكن مع الأسف هذه النظرة الأخيرة للرب يسوع لم تؤثر في يهوذا ، على الرغم أن هذه النظرة نفسها قد أثرت في بطرس بعدما أنكره ثلاث مرات، كما يقول عنه الكتاب " فخرج بطرس إلى خارج وبكى بُكاءً مُراً " (لو 62:2 ) .
صلاة ..
إلهي الحبيب.. كم مرة خانك قلبي، عندما اهتزت المحبة داخله.. كم مرة خانك ذهني، عندما انشغل بأمور العالم.. كم مرة خانك لساني، عندما تحدث بكلمات تسئ للآخرين.. ربى.. لقد فتحت أبواب قلبي لكي يدخل إليه الحسد.. الكراهية.. الكبرياء.. ولكن رغم ذلك انتظر منك الآن :
* أن تجدد هذا القلب المريض ..
* أن تشجع هذه النفس البائسة ..
* أن تسند هذا الضعف برحمتك ..
* أن تطهر هذا الإناء من جديد ..
* أن تعيد بناء ما تهدم..أثق في رحمتك .. غفرانك .. نعمتك التي بلا حدود ..