منذ زمن بعيد كنت في زيارة لدير السيدة العذراء بجبل
الطير- سمالوط . وبينما انا أسير في شارع مزدحم بالناس، وجدت نفسي أمام مبنى كان
يُستخدم كقاعة يُعرض فيها فيلم عن حياة والآم السيد المسيح .. وقد رأيت وسمعت ما
آثار دهشتي وتعجبي؛ كان شخص يقف على باب السينما وهو ينادي بأعلى صوته، داعياً الناس
إلى الدخول لمشاهدة الفيلم .. كان يمسك مايك ميكرفون بيد، واليد الأخرى كان بها
سيجارة قد وضعها بين أصبعيه، وهو يصيح قائلاً: " تعالى... تعالى شوف حياة
وآلام السيد المسيح اللي مات لأجلك .. تعالى .. تعالى . ثم يتوقف برهة يقوم فيها
برفع سيجارته إلى شفتيه ليجذب منها نفساً وينفثه في الهواء، ثم يعود إلى صياحه من
جديد، داعياً الناس إلى مشاهدة الفيلم، الذي يحكي عن المسيح الذي مات من أجلهم
!!
معروف بالطبع
أن شخصاً كهذا، مستعبداً للتدخين، هو إنسان خاطئ، ولايهمه من مناداته عن المسيح
سوى العائد المادي، الذي سوف يأتي من دخول الناس للسينما. إنه فقط يستغل اسم رب
المجد لمصلحة خاصة ولكسب مادي !
ويوجد على
شاكلة هذا الرجل أناس تكون لهم علاقة شكلية بالمسيح، بهدف الحصول على كسب مادي أو
ربح قبيح ! ومن بين هؤلاء يوجد، مع الأسف، خدام غير مجددين، يعملون بالخدمة كوسيلة
للحصول منها على الرزق فقط..
لقد جاء أحد
هؤلاء النفعيين إلى الرب يسوع يريد تبعيته، وقال له: "يا معلم، أتبعك أينما
تمضي " فكان رد المسيح عليه " للثعالب أوجرة ، ولطيور ولطيور السماء
أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" ( مت8: 18- 20) وأراد بذلك
أن يقول له يا صاحب، إن كنت تريد تبعيتي من أجل منفعة مادية، فقد خاب ظنك لأني لا أجد
حتى السكن الذي يتوفر للثعالب والطيور!.. وهذا هو طريق تبعية الرب وخدمته؛ أن لا
يضع التابع أمامه الإنتفاع المادي، ويترك الأمور الزمنية للرب الذي يسدد كل
الأعواز..