د.
القس صفاء داود فهمى
..
استودع
موسى التوراة إلى يشوع ( خر 17 : 14). وهذا سلمها إلى شيوخ بني إسرائيل، ومنهم
الأنبياء، ومن الأنبياء إلى مجمع السنهدريم، الذي أسسه عزرا الكاهن.
وكان الله يضيف إلى كتابه سفراً بعد سفر، حتى تم إكتمال العهد القديم..
وكانت أسفار موسى النبي، والأسفار التي كتبها الأنبياء بعد ذلك، في يد جميع
الأنبياء، بدءاً من يشوع وحتى عزرا الكاتب( 444 ق.م ). فقد كانت أسفار موسى مع
القضاة (قض 3: 4)ومع صموئيل(1صم2: 6)، وداود وسليمان (1مل6: 4)، وإشعياء(63: 11) ،
وإرميا(15: 11)،وميخا(6: 4)، ودانيال(9: 11)، وملاخي(4: 4) ،وغيرهم من الأنبياء.
ويبين زكريا النبي سنة (518 ق.م) أن جميع أسفار الانبياء السابقين كانت معه ومع
الشعب "الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه، عن يد الأنبياء الاولين
" (زك7: 12) . إلي إطلاعهم وإحتفاظهم بكتب بعـــــــــــــــــــضهم البعض،
يكملون بعضهم البعض، لأن الروح الذي كان يتكلم فيهم وبواستطهم هو روح واحد، الروح
القدس، فقد أشترك كل من إشعياء وميــــــــــــــخا الذي عاش
معه في نفس الزمن، في نبوة واحدة عن السيد المسيح بنفس
الكلمات تقريباً. ( إش 2: 2ـــ 4، ( مي4: 1ـــ 4) . وختم يشوع سفر التثنية، وبدأ
سفره كإستمرار له (تث33: 34). وأُنهي كل من سفر الملوك الثاني وسفر إرميا بنهاية
واحدة بنفس الكلمات (2مل25: 27ـــ 30). مع (إرمياء 52: 31). ويبدأ سفر عزرا بنفس
موضوع خاتمة سفر أخبار الايام الثاني (عز1: 1ـــ 4)، مع (2أخ36: 22، 23). ويشهد
سفر الملوك لأمثال سليمان الحكيم (1مل4: 30ــ 32). ويقتبس سفر الملوك الثاني أربعة
مقاطع من سفر إشعياء (2مل 18: 13ــ25)، (إش36: 1ــ10).وكانت جميع أسفار التوراة
منحوتة، وأسفار الأنبياء والمزامير كانوا مع المسبيين في بابل. فقد كانوا مجتمعين
في منطقة تل أبيـــــــــــــــب، علي نهر خابور (حز3: 15)، وكان معهم كهنتهم وشيوخهم،
فأقاموا المــــــــــــــــجامع كبديلللهيكل،وكانوا يحتفظون فيها بالأسفار المقدسة، ويدرسونها
في كل السبوت والأعياد. وانتشرت بينهم هذه المجامع، والتي يقول عنها الفيلسوف
اليهودي المعاصر للسيد المسيح فيلو "إنها كانت بيوتاً للتعليم حيث كانت تُدرس
فلسفة الأباء وجميع الفضائل" كان لهذه
المجامع ترتيبها الخاص، والذي يشمل قراءة "الشما" أي التلاوة،
وهي الإعتراف بوحدانية الله، وتتكون من (تث6: 4ــ9، 11: 13ــ 21)، و(عدد15:
37ــ41)، وقراءة الناموس (أسفار موسي الخمسة)، الذي كان منقسماً الي مئة وأربعة
وخمسين جزءاً، تُقرأ بالترتيب علي ثلاث سنوات، ثم قراءة جزء مناسب من أسفار
الانبياء...
لا يمكننا أن ننكر أن هذه المجامع قد ساهمت بشكل أساسي
في إنتشار العهد القديم، إنتشاراً واسعاً بسبب إنتشار هذه المجامع مع اليهود في بلاد
كثيرة بسبب السبي البابلي بعد بعد سنة 579
ق. م، حينما غزا شيـــــــــــــــــــشق
ملك مصر، فلســــــــــطين وأورشليم،وحمل معه عدداً من اليهود أسرى (1مل 14: 25
،26، و2 أخ12: 2، 3) . وذهب عدد كبير مع إرميا في بداية السبي البابلي. ويكشف أحــــــــــــد
النقوش التي وجُدت بجزيرة فيلة بالقرب من أسوان، عن وجود مستعمـــــــــــــــــــرة
يهودية وهيكل
للإ له يهوه هناك ( سنة 500 ق.م . وعندما أسس الإسكندر الأكبر مدينة الأسكندرية سنة 332 ق. م ،
كان هناك عدداً كبيراً من اليهود. ويقول فيلو اليهودي أنهم وجُدوا بأعداد كثيفة في
قسمين من المدينة، كما نقل بطليموس الأكبر ملك مصر (332- 385 ق. م ) مئات من اليهود إلى الإسكندرية عند
غزوه فلسطين وأورشليم، حتى صار عددهم في أيام فيلو، كما يقول هو، مليون يهودي..
وكان هناك عدد
كبير من اليهود في سوريا وآسيا الصغرى ( تركيا). ويقول يوسيفوس: أن الملك سلوقس
نيكانور 312- 380 ق.م ) جعلهم مواطنين في المدن التي بناها في آسيا وسوريا السفلى،
وفي العاصمة ذاتها (إنطاكية ).. ويقول
فيلو أنه كانت توجد أعداداً ضخمة من اليهود في كل مدينة، كما نقل الملك أنتيوخس
الثالث ( 223- 187 ق.م ) ألفي عائلة من اليـــــــــــهود إلى بابل،وإلى فريجية
بآسيا الصغرى. وكانت هناك أعداداً من اليهود في اليونان، في دلهي، كما يصف أحد
النقوش في القرن الثاني ق.م، وأسبرطة وسيكيون وغيرهم.