دكتور/ شهدي جاد
كثيرون يرغبون في بناء الأبراج العالية من
التعاليم المتوارثة من الأجيال السابقة، دون محاولة البحث في كلمة الله، بل التقيد
الشديد بتعاليم السابقين. ومن العجب أننا إذا تكلمنا وكتبنا في موضوع ما، ودعمنا
ذلك بالأدلة الكتابية، نجد من يرفضون بكل قوة، وبدون تقديم أدلة كتابية مؤيدة لما
يقولون، بل مجرد حجج واهية يبررون بها رفضهم..وإني أسال كل معترض: لمصلحة من
ياعزيزي ترفض ما تعلنه كلمة الله ؟! هل لأنها لا تتفق مع ما عندك من تعاليم ؟ وسؤال آخر: هل ما نقدم من تعاليم تقود إلى
الضلال، أم على العكس هي تقود إلى حياة الإنضباط والسلوك بتدقيق ؟!
والموضوع الذي نحن بصدده وهو" الأرض
الجديدة " فالبعض يجهلونه تماماً، والبعض الآخر لديهم أفكار مغلوطة عنه، ولذا
أقدمه هنا مستخرجاً من كلمة الله، ليكون واضحاً لكل من يريد الوقوف على حقيقته ..
إن موضوع " الأرض الجديدة "
ليس من نسج خيالنا، بل من إعلان كلمة الله الواضح. وهذه الأرض تختلف عن أرض المُلك
الألفي، فالأرض الألفية هي التي نعيش عليها حالياً، ولكنها في حقبة الألف سنة
ستعطي غلتها بوفرة، وتنيرها الشمس والقمر، بها ثعابين ووحوش ولكنها ستكون أليفة !
وتمتلئ الأرض من معــــــــــــــــــــرفة الرب
(إش 11: 9 ) ويكون فيها بيوت
للسكنى، ويغرسون ويزرعون (إش 65: 21- 22 ). لكن هذه الأرض ستحترق وتزول ( 2بط: 10
) و( رؤ 20: 11 ). ويأتي عرش الدينونة الأبيض. وبعد الإنتهاء من الدينونة مباشرة يقول
يوحنا الرائي: " ثم رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولى
والأرض الأولى مضتا " (رؤ 21: 1 ) والأرض الجديدة تختلف
عن الأرض الألفية، من حيث أنها أبدية، فلن تزال مرة أخرى. ولنلاحظ أن في الأرض
الجديدة ستوجد أشياء لن تكون تكون موجودة في الأرض الألفية مثل:
+ توجد اللعنة في الأرض الألــــــــــــــــــفية،
حيث
يقول الكتاب في ( إش 65: 20 ) أن الخاطئ يلعن ابن مئة
سنة. لكن في الأرض الجديدة يقول: " ولا تكون لعنة ما في ما بعد "
(رؤ 22: 3 ).
+ في
الأرض الألفية يكون نور الشمس مضاعفاً، والقمر يكون مثل الشمس. لكن الأرض الجديدة
لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر، لأن المدينة السماوية يكون الخروف سراجها، وسكان
الأرض الجديدة سيمشون بنور الكنيسة ! (رؤ 21: 24) .. ولكن السؤال المهم هو: من هم
سكان الأرض الجديدة في الحالة الأبدية ؟ أرجو من قارئي العزيز أن يكون قد اتفق معي
على النقطة الأولى، وهي إن هناك سماءً جديدة وأرضاً جديدة . وهذا بشهادة الكتاب في
العهدين، ففي (إش 66: 22 ) يقول: " لأنه كما أن السماوات الجديدة والأرض
الجديدة لا تثبت أمامي...ألخ. أما الرسول بطرس فيقول: " ولكننا بحسب
وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً، يسكن فيها البر " ( 2بط 3 : 13). ونسأل
بطرس : طيب ياعم بطرس ، يا ترى انا كمؤمن
هاروح السماء الجديدة ولا الأرض الجديدة ؟ يرد عليّ في عدد 14" لذلك أيها
الأحباء، إذ أنتم منتظرون هذه، اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في ســـــــلام
" .طبعاً لأن الناس
بطبعهم يرغبون في التهرب من المسئولية، فهو بذلك يقنع
نفسه بأنه ذاهب إلى السماء الجديدة. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه !. ولكي
نعرف من هم سكان الأرض الجديدة، لابد ان نعرف أن بعض المؤمنين لن يكونوا ضمن
العروس، وأبسط دليل أن المسيح يقول لهذه المجموعة " وأنتم مثل أناس
ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس " (لو 12: 36 ).
اقرأ كويس. مش
بيقول ليأخذكم إلى العرس، وذلك لأن المسيح يتكلم إلى كل الفئات، وكل المستويات،
وكل الشرائح. فالكل أخذ حياة. لكن هو جاء لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.. ثم إن
كل الذين يكونون قد تخلفوا من العُرس، ولم
ينتبهوا للتحذيرات، مثل تحذير الرب لبطرس " إن كنت لا أغسلك فليس لك معي
نصيب " ( يو 13: 8 ) وتحذير بولس في (1كو9: 27) و(في11: 3- 10 (.
وحسب كلام
الرسول في (في 3 : 11) " لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات " أي أنني
من الممكن أن اتخلف عن القيامة الأولى..والمؤمن الذي يتخلف عن القيامة الأولى،
سيقف أمام العرش العظيم الأبيض، بعد أن يقوم في القيامة الثانية. وطبعاً هذا سيكون
بعد العُرس بألف سنة، وطبعاً (العروسة للعـــــــــــريس ) ولــــن
يجد هذا المؤمن ( الذي سيقوم في
القيامة الثانية ) منفذاً إلا في كتابة اسمه في سفرالحياة ( بالنعمة ) مع الصغار (
ليسوا صغاراً في المكانة الإجتماعية كما يدعي البعض، ولكن صغار في السن، أوأطفال.
ومعهم العبايط والمجانين وحالات التخلف العقلي).. وهؤلاء يسميهم الكتاب بـ "
شعوب المخلصين " وهم الذين يخلصون بالنعمة، دون إدراك أو فهم. وكما ورثوا
طبيعة آدم، سيرثون طبيعة المسيح . وبعد أن يُطرح الأشرار في النار الأبدية سيبقى
هؤلاء، المكتوبة أسماؤهم في سفر الحياة..
ثم يقول الرائي: " ثم رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة " (رؤ21 : 1
). طبعاً السماء الجديدة فيها العروس نازلة من فوق، والتي تم عُرسها قبل ألف سنة،
وهؤلاء الباقون مع رعايا
الملكوت في الأرض الألفية، لن يجدوا
مكاناً إلا في هذه الأرض الجديدة، حيث يمشي شعوب المخلصين بنور الكنيسة.. إذاً
سكان الأرض الجديدة هم :
1- المؤمنون الجسديون، الذين لم
يعيشوا حياة القداسة. فأولئك لهم وعد بأن أرواحهم ستخلص في يوم الرب، وكما بنار
(1كو3: 15و5: 5) .
2- رعايا الملكوت في الأرض الألفية،
لأنهم ليسوا على مستوى العروس..
3-
الصغار وذوو الحالات الخاصة كالمعاقين ذهنياً والأجنة !