جاكلين
عدلي
ماجستير مشورة نفسيه
Hope International
University
بعدما واجه الله
قايين من جهة قتله لأخيه هابيل، قال قايين للرب " ... ذَنْبِي
أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ." ( تكوين 4: 13.(. الإنسان الطبيعي دائماً يحمل الكثير من الخطايا الصعبة معه طول
حياته، ويطارده الشعور بالذنب المستمر، وكثيرًا ما يكون ذلك الذنب كما وصفه قايين:
"أعظم من أن يُحتمل"، فذلك يضفي على الإنسان الشعور بالإحباط والفشل،
وفقدان الرجاء، وعدم الرغبة في الحياة.
الشعور بالذنب هو حاله من الندم .. تأنيب الضمير.. أدانه للذات، يصاحبه
شعور بالقلق والخوف من العقاب وصغر النفس. كما أنه ناتج عن تحرك ترمومتر الضمير
معلناً أن هناك شيئا غير متوافق مع الطبيعة قد حدث. من الناحية الروحية يحزن القلب
وتتأثر التعاملات في كل الأوساط .. اجتماعياً يقنط الإنسان وينزوي حتى عن المجتمع
..
أنواع الشعور بالذنب:
*
العادي: والذي يؤدي بالشخص إلى التوبة، وبمعنى آخر الشعور بالتبكيت والذي يساعد
الشخص على الشعور بالندم، وبالتالي يقوده إلى التخلص من خطاياه. وذلك كما حدث مع
القديس أوغسطينوس. يقول بولس الرسول:
"الحزن
الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة، أما حزن العالم فينشئ موتا" (2كو8).
*مرضي : وهذا ما أقصده: إما أن يتطرف شمالاً
فيعيش الإنسان في جلد ذاته على أقل الأسباب، أو أن يتطرف يميناً فيعيش في صغر نفس
أمام نفسه والآخرين، وهو شعور الشخص بأنه ارتكب إثماً فظيعاً حيث أن هذا الإثم
يخالف ما تعلمه من قيم أخلاقية ومبادئ دينية.
من نتائج
الشعور بالذنب: نلوم الآخرين .. نعطي لأنفسنا الأعذار.. كما أن الشعور بالذنب يدمر
علاقاتنا . قد نغضـــب علي من حولنا أو ننفجر بلا سبب ، بسبـــــــــــــــــــب
شحـــــــنة
الشعور
بالذنب الموجودة بداخلنا.. الإنسان غير الغافر لنفسه لا يحتمل الآخرين. من المتداول أيضا أن الشعور بالذنب قد يتسبب في إعطاء الآخرين صلاحيات
غير مسموح بها : الأم تعطي ابنها أكثر مما يجب لأنها تشعر بالذنب!
أسباب الشعور بالذنب: التربية : الأسرة هي
المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها، وتتشكل
شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى، أي في الأسرة، ويصبح واعياً ومدركاً لما
هو صحيح وما هو خاطئ. أو بمعني آخر يتكون الضمير. أن رسائل اللوم والإدانة التي
توجهها السلطة الوالدية للطفل تتحول عندما يكبر إلى رسائل داخلية موجهة من الضمير
إلى الشخص، وتكوّن لديه اتجاهاً داخلياً بالشعور بالذنب . إذا دخل الطفل إلى غرفة
ورأى دمية مكسورة، فإنه يبدأ في الاعتذار حين يرى أحد المدرسين، حتى ولو تم إخباره
بأنه ليس المسئول عن ذلك. . إذا دخل الطفل إلى
غرفة ورأى دمية مكسورة، فإنه يبدأ في الاعتذار حين يرى أحد والديه أو خدام الكنيسة
مثلا، حتى ولو تم إخباره بأنه ليس المسئول عن ذلك.
التعاليم الدينية الخاطئة: كثير من الوعاظ والخدام
يحاولون إثارة مشاعر الذنب بطريقة غير صحيحة، اعتقاداً منهم بأن هذا يحرك الناس،
ويؤدي إلى تبكيت الخاطئ، ويقي من الكبرياء ويحمي من الخطأ!
العلاج:
تحمل مسئولية أخطائك. كن صادقاً مع نفسك
بعنف. نحن نعرقل تعافينا بأنفسنا. لا تلتمس التبريرات لنفسك. العُقد النفسية
والاجتماعية تخلق روحاً مشوهة في الإنسان
*اقبل غفران الله واغفر لنفسك: الغفران لا
يعتمد على كونك شخصاً جيداً أو سيئاً ولكنه يعتمد على طبيعة الله . الله لا يكذب،
فان قال إنه سيغفر لك فسيفعل ذلك . اغفر لكل شخص أساء لك، وكوّن لديك هذا الاتجاه
الفكري، فالغفران بداية للتمتع بالحرية والشفاء. الروح لا تعمل بشكل سوي إلا في
بيئة نفسية سوية. يقول يوحنا الرسول في رسالته الثالثة: "أروم أن تكون ناجحا
وصحيحا في كل شئ كما أن نفسك ناجحة " اغفر لكل شخص أساء لك، وكوّن
لـــــــــــــديك هذا الاتجاه الفكري، فالغفران بداية للتمتع بالحرية والشفاء.
يقول سليمان الحكيم(ام23: 7) : " كما شعر في نفسه هكذا هو".
قدم توبــــة عن هـــــذه الأفكار السلبية، وضع
مخاوفك وآلامك عند قدمي المسيح، فهو يغسلك ويغير أفكارك ويطهرك من مشاعـــــــر
الخزي
واللوم، وثق في عمل الروح القدس الذي يرشدك ويعلمك وينميك